فأجابوا بعد أن تحققوا من الأمر بأن ذلك كان قبل إنشاء المسجد، فقال الشيخ: لا حق لكم في منعه، لأنكم في الحقيقة، أنتم الذين جئتم إليه، فكأنهم راضون بذلك، أما لو كان أحدث المدبغة بعد بناء المسجد فإننا سنمنعه.
وفيما يتعلق بالبيع والشراء، وملاحظة الشيخ عمر بن سليم لذلك بل ومراقبته نذكر أن مدينة بريدة كانت في العشر السادسة من القرن الرابع عشر فيها أكبر سوق للإبل في العالم، ويقصدها الأعراب وأهل البادية من نواحي المملكة لبيع مواشيهم فيها وفيهم أغرار وأناس لا بصر لهم بحيل المشترين وطرقهم، لأخذ ما معهم بأقل مما يستحق من الثمن مع إثبات بعضهم لمخالفات شرعية.
لذا جمع الشيخ عمر بن سليم المتعاملين في سوق البيع والشراء من الجالبين وهم الذين يحضرون مواشيهم للبيع في بريدة وتكلم فيما لا يجوز لهم أن يعملوه من الأعمال المخالفة للشرع في التعامل مع الناس وذكرهم بالله وخوَّفهم من عقابه، وأخبرهم أنه عين أشخاصًا لمراقبة ذلك وإبلاغه بأية تجاوزات تحدث من بعض الناس من أجل إنزال العقوبة بمن لا يلتزم بالأوامر الشرعية في البيع والشراء.
ثم كتب كتابة في هذا الأمر اطلع عليها الذين جمعهم، وأرسل نسخة منها إلى أمير بريدة، وسوف نورد نصها كما كتبها الشيخ عمر، ثم نعقب ذلك بإيضاح ما يحتاج منها إلى إيضاح.
وهذا نصها:
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على سيد المرسلين وعلى آله وصحبه أجمعين.