إلا عندما أكملت المدة النظامية في الوظيفة، وقد كتبت (التقويم المبسط المفيد) وذلك عندما كانت الحكومة تستعمل التوقيت الغروبي، وجعلته لمنطقة القصيم أولًا، ووصلت فيه إلى سنة ١٥٥١ هـ، وقد طبع هذا التقويم، ولكن المطبعة التي قامت بالطباعة ما هي بجيدة ولم تخرجه كما ينبغي، وقد اخترت الوقوف عند ١٥٥١ هـ.
ولما تقرر استعمال التوقيت الزوالي وأدخلته الدولة، رأيت أن من الضروري أن أكتبه، ومن جهة ثانية فإن بعض الأمراء ألح علي في ذلك، وخصوصًا الأمير متعب بن عبد العزيز، فإنه إذا جاء هنا أرسل لي وتحدث معي، وهو يحب أن يبحث في هذه المسائل ويسأل عن أشياء قد تكون مشكلة على الناس في ذلك الوقت.
في إحدى المرات سألني عن غروب الشمس.
قال الأمير متعب: يقول الله تعالى عن ذي القرنين في القرآن الكريم.
(وجدها تغرب في عين حمئة)، فكيف هذا هل الشمس هي التي تغرب؟
قلت: إن الآية الكريمة لا تقول: تغرب، وإنما تقول: وجدها تغرب، فأنا إذا صرت هنا أشوف الشمس تغرب في النفود، أي وجدها تغرب بالنسبة لمكان وقوفه من الأرض وبالنسبة لما رآه من هذا المكان، والآية تقول وجدها تغرب، لأن الله سبحانه وتعالى يخبر عن الأشياء كما يتصورها الإنسان، وشبيه بهذا قول الله تعالى:(والقمر قدرناه منازل حتى عاد كالعرجون القديم)، أي مثل الصنخ اليابس في نظر الإنسان، الله سبحانه وتعالى يخبر الإنسان بما يتصور، وإلا فإننا نجد آيات تخرج عن هذا التصور وتجعلك تنظر الملكوت.
قال الأمير متعب: جزاك الله خيرًا، والله إن هذه المسألة كانت مشكلة عليَّ.