وقت خروج الكتاب - ولم يكن ذلك مقصودًا - تزامن مع ما يطرح في الصحافة المحلية، وفي الإنترنت عن مواضيع كثيرة بدأ الجدل فيها يطرح بصوت مسموع، وكان هناك ربط غير محمود بين الكتاب وبين ما يطرح في الساحة.
وحين أكثر الناس على اللجنة جاء الرد من اللجنة كرد فعل، واستجابة لهذه الضغوط، ومحاولة لمعالجة آثار الكتاب الذي بدأ يظهر أثره ليس لدي عامة الناس، بل على طلبة العلم منهم، وجاء رد اللجنة في هذا السياق، وقد قال بعض طلبة العلم يكفي أن يخرج من اللجنة ما يدل على أن ما يراه الدبيان في هذه المسألة خطأ، وليس بصواب بصرف النظر عن قوة الرد من الناحية العلمية، فالعامة يثقون في اللجنة أكثر مما يثقون في بحث الدبيان.
فإن سألت ما موقفي من رد اللجنة؟ فإني لم أرد على اللجنة ردًّا علنيًا، لأن الموضوع كان لا يحتاج إلى ردود من هنا وهناك، يشحن النفوس، ويوغر الصدور، ولكنه أيضًا كان يتطلب نقاشًا صريحًا وشجاعًا وواضحًا مع اللجنة استكشف فيه جوابهم عن الأدلة التي سقتها، فكتبت رسالة علمية كانت أكثر وضوحًا من كتاب الإنصاف، وأرسلتها إلى بعض أعضاء اللجنة، وادعيت فيها أن القول بتحريم الأخذ من اللحية مطلقًا قول لا يعرف عن السلف، بل هو نجدي النشأة، وبدعة ابتدعوها، ما كتبه الله عليهم، وحين توقعت أنهم قد أطلعوا على الكتاب ذهبت لمقابلتهم، وان معي بعض طلبة العلم، ليكون الحديث موثقًا، ودار مع بعضهم نقاش في غاية الصراحة، وأستطيع أن أقول لك بأنني لم أكن واثقًا من القول الذي اجتهدت فيه اتهامًا للنفس بالتقصير والقصور، وخوفًا من أن يكون هناك دليل لم أطلع عليه، خفي علي، وعلمه غيري من أهل العلم والفضل، حتى تناقشت معهم في المسألة، فخرجت وأنا أكثر ثقة بالقول الذي تبنيته، وقد طلبت منهم عالمًا واحدًا من السلف يرى تحريم الأخذ من اللحية مطلقًا، ولم يوقفني أحد على هذا، وكان جل اعتمادهم على تقدير المصالح والمفاسد، وأن الناس قد