يتهاونون، ولم أتجرأ على الأخذ من لحيتي حتى عرفت ما عندهم، وقد طلب مني بعضهم ألا أطبع الكتاب الجديد، وقد سألته، هل فيه خطأ علمي يمكن يصححه؟ فقال: لا، ولكن لا مصلحة في نشره، وتقديرًا للنصيحة، ومحبة في تجاوز المسألة تركت الكتاب مخطوطًا في مكتبتي إلى حين، وقد قدم لي بعضهم ما يشبه الاعتذار، بأنه لم يكن يعرفني، ولم يكن يتصور أنني طالب علم، وأنه عندما رآني، وناقشني ذهب كل ما في نفسه، وقد اكتفيت بهذا.
ثم من يقول إن العلماء وطلبة العلم الشرعي مرتهنون في آرائهم وفتاويهم الرغبة الجماهير أو ما يسمى - بحسب أدبيات الفقه الإسلامي - "السلطة العوام"، وهو ما أدى إلى انحسار الاختلاف في الأمور الاجتهادية وشيوع التقليد، بل وصل الأمر أحيانًا إلى تغييب بعض الأحكام الفقهية بدعوى مراعاة السائد، ما تعليقك على هذا الرأي؟
يتأثر المجتهد حينما يجتهد بعوامل كثيرة، منها ما يدركه ويقع تحت حسه، ومنها ما لا يدركه.
فتتأثر نتيجة المجتهد في أعراف وعادات المجتمع الذي عاش فيه، فإن كانت موافقة للشرع كانت معينة له، وإن كانت مخالفة اعتبرت من أكبر العوائق التي تعيق الباحث في التوصل إلى الصواب فهو ينحاز إلى هذه الأعراف والعادات دون أن يشعر، وهذا ما يعاني منه طلبة العلم الذين يعيشون في مجتمعات بدعية، ولو كان الألباني رحمه الله قد عاش في هذه البلاد، أتراه سيقول بجواز كشف الوجه؟
يتأثر المجتهد كذلك بالفتاوى العامة السائدة في عصره، ولذلك عندما أفتي الشيخ ابن محمود رحمه الله في جواز الرمي قبل الزوال، وطلب منه التراجع،