وعرضت الفتوى على الشيخ السعدي رحمه الله، مع كونه رجحها قال: لا أرى أنه ينبغي الإفتاء بها لتعارضها مع الفتوى العامة.
كما يتأثر الباحث بمتابعة الرمز، وكل من له قدر كبير في النفوس، والغلو في ذلك، حتى إذا قيل لهم: إنهم غير معصومين من الخطأ قالوا: هم أعلم بالدليل منكم، وأنتم أولى بالخطأ منهم، وأعرف أحد طلبة العلم، وقد توجه في الرد على بعض العلماء في مسألة فقهية، وحين مشي في المشروع اطلع على أن الشيخ ابن باز رحمه الله يوافق هذا العالم برأيه في المسألة فقام الباحث بتمزيق الرد بعد أن شرع فيه.
ولقد خطب عمار في أهل العراق قبل وقعة الجمل ليكف الناس عن الخروج مع أم المؤمنين عائشة، فقال: والله إنها لزوجة نبيكم في الدنيا والآخرة، ولكن الله تبارك وتعالى ابتلاكم، إياه تطيعون، أم هي، أخرجه البخاري في الصحيح، فلم يؤثر هذا في كثير من الناس، بل روي أن بعضهم أجابه قائلا: فنحن مع من شهدت له بالجنة يا عمار.
كما يتأثر المجتهد بما يسبق إلى نفسه أثناء البحث، فإذا اطلع على ما يحتمل موافقة ذلك السابق، ويتحمل خلافه، فإنه يترجح في نفسه ما يوافق السابق وإن كان ضعيفا، والعقل كثيرًا ما يستفتي القلب عندما يريد أن يحكم بين الأدلة المحتملة والمتعارضة، وربما يشتبه على المجتهد ما يقضي به قلبه بما يقضي به عقله كما ذكر ذلك المعلمي.
الفقيه المجتهد يخشى من تسلط الخواص والعوام ويخضع في اجتهاداته لأعراف المجتمع وتقاليده:
ج: كما يخاف الباحث أحيانًا من تسلط الخواص والعوام والساسة إذا خرج منه ما يخالفهم، وهذا ما قاله لي بعض أعضاء اللجنة عندما قال لي: