لست بحاجة إلى أن تثير الناس عليكم في هذه المسألة؟ فقلت له: أنا لا أتقصد مخالفة الناس، ولا أسعى لموافقتهم، والخلاف الفقهي في الأمة أمر قدري، لا يمكن لي دفعه، وما زال الناس يختلفون في الفقه من وفاة المصطفى صلى الله عليه وسلم إلى يومنا هذا.
س: صدر لك مؤخرًا الأجزاء الكاملة الموسوعة "الطهارة في الفقه الإسلامي"، ما الجديد الذي تحمله هذه الموسوعة؟ وألا ترى أن ما تضمنته من مسائل فقهية يصب في خانة الإعادة والتجميع، وأن الموسوعة لا تحمل إضافة جديدة إلى مكتبة الفقه الغنية بالمراجع التراثية؟
ج: شهادتي مجروحة، ومع ذلك أقول: إذا كان هذا الحكم صادرا من أهله نتيجة دراسة ونقد موضوعي، فإني سأكون أول المستفيدين من هذا، ولكن هذا سيتطلب أدلة وشواهد، وليست دعوى تلقى هكذا.
ولقد أثنى على الموسوعة علماء كبار، فبلغني عن الشيخ الغديان عضو هيئة كبار العلماء أنه يعتبر الكتاب من أفضل ما ألف فيه هذا العصر، وأن فيه انضباطا من الناحية الأصولية والفقهية.
وباركهـ شيخنا محمد بن عثيمين، وطلب مني الاستمرار فيه، وكان ذلك أثنا زيارته في مرض موته رحمه الله، وأثنى عليه الشيخ ابن جبرين، وشيخنا سليمان العلوان، وقد قرأ كتاب الحيض والنفاس، ولم يراجعني في حديث واحد صححته، أو ضعفته، هذا من حيث الجملة.
وأما من حيث التفصيل، فالموسوعة إذا قارنتها بالموسوعات الفقهية الموجودة أدركت مدى الإضافة الحقيقية، فخذ مثلًا المغني لابن قدامة، ستجد أن أحكام الطهارة تشكل نصف المجلد الأول، بينما تشكل الطهارة في كتاب المجموع للنووي المجلد الأول والثاني فقط، وهما أوسع ما كتب في تاريخ الفقه الإسلامي،