ذلك للجميع إلّا إذا رأى أن شخصًا له حالة تحتاج إلى أن يوعظ بسببها ويذكر بالله، فإنه يوقفه يوجه الوعظ إليه حسب حاله، فكان يدخل السوق الرئيسي للبيع والشراء في بريدة وهو السوق الذي لا سوق غيره في السابق، يكون مزدحمًا بالناس من باعة ومشترين، وجالسين عند أهل الدكاكين ومارة ويذكر رافعًا صوته بما لا يخرج عن الصوت المعتاد ولكن الجميع يسمعونه وبعضهم يشكره ويدعو له على ذلك، وبعضهم لا يبالي به.
وما أعرف له نظيرًا في هذا الأمر في بريدة، بل ربما كان نظيره الذي يفعل فعله قليل الوجود في المدن الأخرى.
مات علي المنديل هذا في عام ١٣٦٥ هـ.
والمنديل هؤلاء هم أبناء منديل ابن الزناتي التويجري، وأحفاده يقيمون الآن بمحافظة رفحا بمنطقة الحدود الشمالية، منهم الأستاذ علي بن محمد بن علي بن منديل الزناتي التويجري، وهو من رجالات التعليم برفحا، ومن رجالها المميزين مدحه العديد من الشعراء منهم ابن عبار في قوله:
قصر الزناتي به ملم الرجاجيل ... ما صك عن ضيفه دراويز بيته
قصر التواجر طيبين المفاعيل ... أدناهم اللي بالعرب شاع صيته
وقال متعب الخمعلي مشيدًا بالزناتي علي بن محمد المنديل التويجري ودوره في مجال التعليم:
ربيت طلابك على حسن تدبار ... كل ذكرك بخير وسط المجالس
اللي تخرج منك ضابط وطيار ... حامين أمن المملكة بالمتارس
وكتب إليَّ الأستاذ علي بن محمد بن علي بن منديل التويجري عن أسرته (المنديل) هؤلاء ما يلي: