وكان في حجر الملك دراهم فإذا عرج على أناس في الطريق من رجال ونساء وأطفال خَرَّجهم، (اهداهم) من تلك الدراهم على ريال وريالين، والريال في ذاك الوقت تستطيع أن تشتري به مزرعة بكامل حيواناتها، أو منزلًا بكامل أثاثه (١)، كما يقول علي المنصور، راوي السالفة.
وإذا رأى الملك عبد العزيز بيتًا من شعر أمر سائقه بأن يتجه إلى ذاك البيت الشعري، فيذهب إليه الملك عبد العزيز وسائقه الخاص فقط ونحن المرافقين ننتظره على الطريق حتى يعود.
فيسلم الملك عبد العزيز على صاحب البيت ويسأل عن حاله، وعن الحلال (الإبل والغنم) وما إلى ذلك، ثم يسحب الملك من تحت رجليه، رحمه الله صرة دراهم فيعطيها الرجل صاحب البيت ويودعه الملك ويواصل سفره.
والرجل رافعًا يديه إلى الله بالدعاء بأن يحفظ الملك ويجزيه خير الجزاء.
ومن الصدف يقول راوي السالفة:
أن الملك عبد العزيز أخذ صُرَّة من ذهب عددها عشرة جنيهات سعودية، ورماها على مجموعة من المواطنين الواقفين للسلام عليه في إحدى الهجر التي مررنا بها فصارت من نصيب أحد الواقفين، فقال المرافق الخاص للملك عبد العزيز طال عمرك الصرة التي رميتها كلها جنيهات.
يقول علي المنصور: سمعت الملك عبد العزيز بإذني يقول لمرافقة هذا:
أنا لم أرمها، الله الذي رماها له، هذا رزقه، هذا رزقه من الله واستمر يوزع بيديه على من حوله من المواطنين، ريالًا ريالًا وبين الفينة والفينة يرمي صرة فيها مجموعة من الريالات الفضية وأحيانًا جنيهات سعودية.