مطلقة في ذلك الوقت، وله في جنونه أخبار ونوادر فقال لأبي: يا أبو محمد، لا تمر بولدك الحميدي - تصغير محمد - على ابن منيصير، تراه يأكل العْيَيِّل.
فقال والدي: وش يدريك يا أخو هيا إنه يأكل العيال.
فقال: أنت ما شفت كبر بطنه، تري ببطنه عيبل أكلهم هم اللي كبروا بطنه.
يقول هذا معتقدًا صحته، لأنه غير عاقل.
وأذكر أنني مررت مرة مع والدي وأنا صغير ولم يكن على رأسي شماغ فقال ابن منيصير: يا أبو محمد، الولد راسه شوش خلني أحسنه.
ففرحت بذلك وأردت أن أدخل دكانه فمنعني والدي وقال لي بعد أن بعدنا عنه: هذا يا ولدي ما يصلح تَحسَّن عنده، هذا يبل رأس اللي يحسنه من الماء اللي يحط به الجلد الذي يخرزه.
ولم يكن والدي رحمه الله يحلق ولا يسمح لنا أن نحلق في السوق مطلقًا، وإنما كان يأتي صديق له يقال له محمد بن منصور وليس حلاقًا معترفًا به، فيحلق لنا رؤسنا في البيت.
ولم يكن سائر الناس يبالون في ذلك ولا يبالون إلا بالنظافة الظاهرة للماء فإذا كان لم يتغير لونه اعتبروه نظيفًا.
مات (محمد المنيصير) في بريدة، ولم يعقب إلا بنتًا واحدة.
وله ابن أخ اسمه محمد بن مبارك المنيصير، ولكنه اشتهر بالحساوي حتى كان لا يعرف إلا بذلك، وقد شارك منصور المقيطيب في مكتب لترحيل السيارات من الرياض إلى أنحاء المملكة، وإركاب الركاب عليها، وذلك من عام ١٣٦٤ هـ حتى وفاة محمد المنيصير في عام ١٤٠١ هـ ولا يعرف إلا بالحساوي، وقد خَلَّف أربعة أبناء ذكورًا.