والدليل على ذلك أن مهنا لم يكن يذكر في تعاقداته في الأغلب وصفه بالأمير رغم كونه في بعض تلك التعاقدات كان أميرًا للقصيم بالفعل.
وبين يدي الآن وثيقة مطولة مهمة بدين لمهنا الصالح علي عبد العزيز المجيدل، بمبلغ كبير جدًّا بالنسبة إلى ثروات الناس في ذلك العهد، وهو ثلاثة آلاف ريال فرانسه وستة عشر ربع.
و(الربع) فسرته فيما سبق بأنه ربع ثلث الريال.
وهذا الدين هو في حال كون مهنا الصالح أميرًا على بريدة وهو دين استثماري وليس استهلاكيًّا.
ونقصد بالدين الاستثماري أن المقصود منه استثمار المال وليس مجرد العيش منه.
وذلك أن هذا المبلغ الكبير كان ثمن هدم، والهدم بكسر الهاء وإسكان الدال عندهم هو العباءات والأقمشة التي تفصل ملابس، ورأينا في هذه الوثيقة ما كان مهنا الصالح اختطه لنفسه من محبته لتأجيل الدين آجالًا عديدة حتى يزيد الربح منه، وذلك لكونه بطبيعة الحال - لا يحتاج في تسيير أموره المالية لذلك المال في وقته الحاضر.
والوثيقة مكتوبة بخط محمد بن أحمد آل حميده - من بني عليان - وشهادة أحمد بن عبد الله بن حميدة، وأحمد بن عبد الله الرواف.