وقد تيقن إبراهيم اليحيى من صدق وعيده فكان مهمومًا في تلك الليلة، لم يؤاته النوم، ولاحظت طرفة المهنا زوجته ذلك فسألته فأخبرها فقالت له: لا تخاف نم مرتاح، والله سبحانه وتعالى يفرجها.
وفي الصباح استدعت امرأة يقل لها جميلة لأنها من أسرة (الجميل) المعروفة في بريدة وكانت تتجر في المصوغات الذهبية تجلبه على النساء في البيوت شيء منه لها وشيء تبيعه لغيرها بالدلالة، لغيرها من النساء.
فأعطتها مطبقة أي ما يشبه الإناء من المعدن مليئة بالمصاغ من الذهب من أنواع مختلفة وقال لها: روحي لعبد العزيز الحمود المشيقح وقولي له: تُسلم عليك طرفة المحمد المهنا وتقول: من فضلك سلفنا أربعمائة ريال محتاجينها الآن، وخذ هذا الصوغ رهانة، إلى ما نرجع لك الدراهم.
قالوا: فقال ابن مشيقح لجميلة المرأة: المهنا لهم حق علينا وأعطاها النقود فأعطتها زوجها ابن يحيى الذي أسرع يعطيها صاحب الدين.
ماتت طرفة بنت محمد بن مهنا هذه في عام ١٣٩٧ هـ وكان زوجها إبراهيم العبد العزيز اليحيى قد سبقها إلى الدار الآخرة إذ مات في عام ١٣٩١ هـ.
ومن متأخري أسرة المهنا الدكتورة (مي بنت عبد الله بن فهد المهنا) حصلت على درجة الدكتوراه في تخصص علم الأحياء الخلوي والجزئيي من جامعة ساكس بالمملكة المتحدة.
ونشرت جريدة الرياض في عددها (١٣٠٥٣) الصادر في ١٩ المحرم سنة ١٤٢٥ هـ تهنئة لها ولأسرتها بحصولها على هذه الدرجة.
منها هذه الوثيقة التي تذكر مبايعة تمت بين فهد بن عبد الرحمن الربدي بصفته وكيلا عن أخيه عبد الرحمن المهنا وأخوَّته له من جهة الأم، وأمهما معًا لولوة الجلاجل