وهو إخباري مجيد يحفظ أشعارا وأخبارا كثيرة وما أظن أن أبناءه كتبوها عنه وقد جلست معه أكثر من جلسة وزارني في بيتي في بريدة، فاستفدت منه ولكنه ما لبث أن لقي ربه دون أن أشفي النفس من الرواية عنه رحمه الله.
هذه الأسرة عريقة فهي فرع من أسرة آل أبو عليان، وهم من الذين كانوا يناصرون الحسن الذي منهم حجيلان بن حمد، وكان هذا الفرع هو الذي انتصر على الفرع الآخر الذي يتزعمه الدريبي، وذلك بأنهم اتفقوا ابتداء من جدهم عبد الله بن حسن الذي ذكر المؤرخون ولايته على بريدة وما يتبعها من القصيم، وأوردت ذلك في رسم (آل أبو عليان) وفي رسم (الحسن).
ولذلك كان القياس أن تخلف وثائق عديدة، والتي رأيناها معظمها يدل على أنهم كانوا فلاحين كبارا في الصباخ في بريدة وأنهم كانوا مثل غيرهم من الفلاحين يستدينون من تجار بريدة على ثمارهم.
ومع كراهيتنا للديون والأوراق المتعلقة بها فإنها هي الوثائق المكتوبة في زمنها التي وصلت إلينا وأفادتنا فوائد عديدة.
فمن ذلك تلك الوثيقة التي تقدم ذكرها وأنها كتبت في عام ١٢٣٧ هـ وإن لم يذكر ذلك صراحة فيها ولكن ذكر أجل الدين المكتوب فيها وأنه يحل في شهر شعبان من عام ١٢٣٨ هـ ومعلوم أن معظم الديون عندهم كان تأجيلها إلى مدة عام واحد، والوثيقة مكتوبة بخط عبد الرحمن بن سويلم قريب الشيخ عبد العزيز بن سويلم قاضي بريدة، وما يتبعها من القصيم، والشاهدان فيها هما شخصان من كبار أهل بريدة أحدهما صالح آل حسين أبا الخيل وهو صالح بن حسين فوالده اسمه حسين بن صالح أبا الخيل، وهو والد مهنا الصالح أبا الخيل الذي صار أمير بريدة والقصيم، والشاهد الثاني هو محمد بن مدلج و (المدلج) هم من الأسر البارزة في آل أبي عليان الذين منهم النصار.