فلما بلغ ذلك نصير، قال: أنا أقطعهما لكن أبي ريال على كل وصلة والوصلة هي العضو أي أربعة ريالات فرانسه على قطع عضوي الرجلين.
وهكذا كان فقد قطع عضو الرجلين في شرقي الجردة التي هي مجتمع الناس حتى تشتهر إقامة الحد وينتهي عن ذلك من قد تحدثه نفسه للإقدام على مثله.
واشتهر نصير بذلك.
ذكر الأستاذ ناصر العمري قصة نصير السعد هذا.
قال الأستاذ العمري:
نصير السعد الرقعي من أهل بريدة وهو من الرجال الشجعان أسمر اللون عرفته من رجال إمارة بريدة من العاملين في قصر الإمارة، وقد كان أحد المحاربين في جيش الشريف حسين بن علي ملك الحجاز في مكة المكرمة، وغيرها من مدن الحجاز في الهجانة، وهو أحد الذين شاركوا في الحرب بين الشريف فيصل بن الحسين بن علي والفرنسيين حينما جاءت الجيوش الفرنسية لإخراج الشريف فيصل بن حسين بن علي من سوريا.
كان يسير في مكة المكرمة على قدميه عند ريع الرسام فسمع صوت أنين فتوقف عن السير وأصاخ بسمعه ينصت للصوت الحزين ينبغث من بين الصخور وصار يقترب من الصوت حتى وصل إلى مكان خروج الصوت، يا الله! ! إنه صوت طفل موضوع في حفرة بعرض الجبل ومسدود عليه بالصخور، ومن فتحات الصخور يخرج أنين الطفل فأزاح الصخور وانتشل الطفل، وحمله بين يديه.
إنه إنسان ولد صغير قد تجاوز أشهر الرضاعة وهو مريض بالجدري، والبادية تخاف من مرض الجدري يفرون منه خوف العدوى، وقد حمله معه