وهذه وثيقة مهمة لأسرة النغيمشي لأنها تتعلق برجل منهم هو حفيد أول من جاء منهم إلى منطقة القصيم كما يعرفون، وهو علي بن راشد آل زايد النغيمشي.
والمبيع كذلك مهم لأنه نخل ثمين وثمنه مرتفع بالنسبة إلى أقيام الأراضي والنخل في وقته.
وزادت أهميته أن كاتب هذه الوثيقة هو قاضي بريدة الشهير سليمان بن علي المقبل، فقد صاغ الوثيقة وكتبها بعبارات فقهية واضحة وكتبها بخطه بتاريخ ربيع الأول من عام ١٢٦٤ هـ.
والمشتري هو شخصية مهمة وهو عبد المحسن بن محمد بن سيف الشهير بالملا ابن سيف، ولا أراني بحاجة إلى نقل الوثيقة بحروف الطباعة، لأن خط الشيخ القاضي ابن مقبل هنا واضح، ولكن يسترعي انتباهنا عبارات واضحة فيها مثل (المبيع معلوم بين البايعين، معروف معرفة تامة مغنية عن العد والحد) أي أن حدوده معروفة لهما، وكذلك عدد ما فيه من النخل وغيره.
وتحت هذه الوثيقة أخرى تتعلق بأسرة النغيمشي وهي بخط سليمان بن سيف الذي هو من الأسرة نفسها التي منها المشتري عبد المحسن السيف، تتضمن مبيع سلمى بنت زايد النغيمشي على عبد المحسن بن محمد بن سيف نصيبها من حيالة ملكهم المعروف في هميل صباخ بريدة، والمبيع نصف الخمس من الحيالة المذكورة، ومن المعلوم أن الحيالة هي الأرض الخالية التي تتبع النخل تزرع فيها الزراعات الحقلية كالبرسيم والقمح والذرة.
والثمن على قدر حصة المذكورة من الحيالة فهو ستة أريل فرانسه.
ولكن الشاهدين على هذه الوثيقة هما من فطاحل الرجال وهما عبد الله بن علي الرشودي أول من سكن من أسرة الرشودي بريدة، وهو جد جميع أسرة الرشودي، والثاني عبد الرحمن الحنيشل أضافوا إليهما رجلًا من أسرة البائعة هو عبد الكريم النغيمشي ولا شك في أن استشهاده هنا لكونه محرمًا للبائعة