وكانت إبله المحملة بالبضائع مقلوصية بعضها ببعض، وكان على الأول منها ابنه محمد الذي كان عمره في ذلك الوقت ١٣ سنة تقريبًا، وكان هو في المقدمة مع كبار الركب، فقدر الله أن ينام محمد وتأخذ إبله في التأخر عن الركب، فجاء قطاع الطرق خلسة وقطعوا الحبل الذي يربط إبل البضائع ببعير محمد، فلما نزلوا لصلاة الفجر بالقرب من الجوف تفقد أحمد ابنه محمد فلم يجده، فرجع أحمد على أثر الإبل للبحث عن ابنه محمد والبضائع، فوجد ابنه ولم يجد البضائع، فقرر البقاء في الجوف للبحث عن إبله والبضائع، فوجد الإبل قد وردت على الماء ولم يجد عليها البضائع، تحمل على إثر ذلك ديون كثيرة لعدد غير قليل من أهل بريدة، فلم يستطع الرجوع إلى القصيم، أخذ بعدها في التنقل بين أسواق الماشية في الأردن وفلسطين ومصر، حتى استقر في عمان في رأس العين مقر العقيلات، وكانت رأس العين في ذلك الوقت في أطراف عمان، فاستقطع أرضًا فيها واتخذ عليها حاكورة (غرف وأحوش) وأخذ يؤجرها على العقيلات الذين كانوا ينزلون رأس العين، فبعضهم كان يدفع له والبعض لا يدفع.
وقد ساعده في البناء ابنه محمد، وقام قاضي بريدة بناء على طلب بعض الدائنين ببيع بيته في بريدة وما فيه وسدد بعض ديونه، فلما فتح الله عليه أخذ يرسل المبالغ إلى عبد العزيز بن فهد الرشودي، وطلب منه سداد دينه، فأعلن الرشودي بين الناس أنه من كان له عند أحمد الوزان حق فليظهر بينته وليأخذ حقه، فأرسل أحمد الوزان للرشودي من جاءك يطلب مني حق ببينة أو بدون بينة فأعطه، حتى سدد رحمه الله كل ديونه، وكان حينه قد هرم فلم يستطع العودة إلى بريدة، ورأس العين الآن في وسط عمان، والملك لا يزال موجودًا ومسجل في دائرة الأراضي والمساحة في عمان لصاحبه أحمد بن عبد الله الوزان العقيلي، وكانت فلسطين في أيامه تحت الانتداب البريطاني منذ انتهاء الحرب العالمية الأولى عام ١٣٤٠ هـ - ١٩٢٢ م، كما عاصر حدث مهم وهو حرب فلسطين ١٣٦٧ هـ - ١٩٤٦ م.