كان في تلك الفترة عازبًا وكان بيته في الزبير مفتوحًا لأصدقائه من أهل نجد، فإذا كان موجودًا في الزبير كان يطبخ غداءه ويضعه على النار ويأخذ دائمًا حساب من قد يستضيفهم في أي لحظة، ثم يخرج إلى السوق، وكان من عادة أصدقائه دخول بيته دون إذن، وربما تناولوا الغداء قبل أن يأتي، وأصبحت رحلاته المستمرة عكسية من الزبير إلى الكويت، وكان في كل الفترة الماضية لم ينقطع عن بريدة لزيارة والدته (١)، وعن عمان لزيارة والده.
وكان لا تخلوا زياراته لبريدة من الاستفادة التجارية، ونظرًا لكونه لا يقرأ لا هو ولا ابن سلوم ولا يعرفون الحسابات فقد أخذ الصبيان حريتهم في التلاعب.
هذا من جهة ومن جهة أخرى كان يضطر إلى إرسال البضائع مع، أو توديعها لدى ما يسمى بالعربة (الشيعة) قبل أن يدخلها للزبير، فإذا أتاهم لأخذها ادعوا كذبًا بأن الشرطة قد صادرتها وتكرر منهم ذلك، وبعد ١١ سنة في الزبير وجد نفسه وشريكهـ خاسرين وتحملا ديون طائلة، فقرر الانتقال إلى الرياض، وكان يتردد قبل ذلك عليه، فذهب إلى الكويت ليبيع أملاكه ويسدد جزء من ديونه ويستسمح الدائنين بالصبر عليه بالباقي، وفي ٩/ ٧/ ١٣٨٦ هـ انتقل إلى الرياض، وبعد ٣٦ سنة من الاغتراب عاد إلى بلده مديونًا.
بعد استقراره في الرياض عمل في تجارة العقارات، وفي أواخر ١٣٨٧ هـ، باع بيته الذي في الزبير ليستثمر ثمنه في العقار، فتح الله عليه وبدأ بتسديد ديونه التي عليه في الكويت، فسافر إلى الكويت ١٥ مرة في الفترة من ١٩/ ٩/ ١٣٨٦ هـ إلى ١١/ ٢/ ١٣٩٤ هـ وفي آخر ١٠ سنوات من عمره اتجه إلى بيع الأراضي بالتقسيط على الموظفين والتيسير عليهم وإمهالهم، فكان له بذلك ذكرًا حسنًا، ودعاء من الناس إلى اليوم، وبعضهم كان يقول لولا الله ثم هو ما تملكنا.
(١) كان أوائلها مشيًا على الأقدام أو على ظهور الإبل.