ولأسرته في القصيم، كما هي عادة أمثاله في التغرب عن البلاد فترة أو فترات بطلب الرزق.
وقد طلبت من الشيخ سليمان بن ناصر الوشمي أن يكتب لي شيئًا عن والده ناصر الوشمي، فكتب ما يلي:
ناصر بن سليمان بن ناصر بن حمد الوشمي من آل مضيان، ولد في بريدة عام ١٢٩٢ هـ، وكان والده سليمان يسكن عيون الجواء وله فيها أولاد وأحفاد.
أما ناصر فهو أميٌّ لا يقرأ ولكنه ذكي ذكاء فطري، وفي عام ١٣١٧ هـ كثرت الحوادث في القصيم مما اضطر غالب الناس للتغيب عن الفتن، فكان ناصر ممن قصد المدينة المنورة وأقام فيها وقد ورد عليه كتاب من والدته تبثه أشواقها وتذكره ابنه، وفي آخر ورقة الكتاب خروق رمزًا لما تكنه من الحرقة لفراقه، فلما تلى عليه بكى وأبكى بعض الحاضرين بينما سخر منه آخرون ولشعوره بما ورد عليه من أمه جادت قريحته بهذه الأبيات:
من سمَّى بالرحمن ربه يعينه ... عقب الاسم بديت بالشعر والفن
دنيت حر للسفر منتقينه ... يرتع مع الشيهان هن عنه يجتن
لي حركن جنحانهن علق نيره ... مثل المراكب حين زادوا فحمهن
يلفي على اللي لا عدمنا نظيره ... امي عسى ما اسمع بيومه ولا اجتن
حي الخطوط اليّ لفن المدينه ... كد هيضن من ضامري ساع ماجن
هليت دمع مثل وبل المخيله ... يالايمن عساك بالنار تسكن
وان كان ما تكفيك وصط المغيره ... صم الحوافر فوق راسك يدوسن
تذكرينن بالولد والحليله ... الحمد للي له علينا بعد من
هو الذي يعطي العطايا الجزيلة ... يوفقك من جنة الخلد مسكن
ودي بكم مير المصاري قليله ... اللي معه مال له الهجن يهدن