يحاور فيه، رغم علمه وسعة اطلاعه، إلا أنه يتمسك بآداب وأخلاق عالية متوجة بالتواضع والحياء المحبوب فتجده يحاول في موضوع، فإذا أثبت رأيه بالحجة الدامغة وحاول الطرف الآخر الخروج عن المناقشة بما لا يمت للموضوع بصلة التزم (الوشمي) الصمت وقفل باب النقاش لعله من باب قول الرسول الكريم (صلي الله عليه وسلم)(أنا حري ببيت في الجنة لمن ترك المراء ولو كان محقًا) والمراء يعني الجدال.
لقد كان الدكتور صالح الوشمي شعلة نشاط في عمله التربوي بإدارة التعليم، وفي النادي بمشاركاته وبحيويته المعهودة، وبحسن اختياره لضيوف النادي بصفته رئيسًا للجنة الثقافية، لا أذكر أن ضيوفًا وفدوا على منطقة القصيم سواء من الأدباء أو الصحفيين أو الباحثين أو الدارسين إلا وكان على رأس مستقبليهم، ثم يقوم بجولة مرشدًا إياهم للأماكن التاريخية والآثار الباقية بالمنطقة، والصحف بدورها لا تستغني عن الاستدلال برأيه في النواحي التاريخية.
لقد شارك مع الدكتور حسن الهويمل رئيس النادي الأدبي بالقصيم في اضفاء روح الحيوية والعمل الجاد في النادي، وكان بمثابة الساعد الأيمن له وهما العنصران الأساسيان في المشاركات الداخلية والمحلية والخارجية فأوجد النادي القصيم الأدبي صبغة أصلية وجاذبية ولو دلفت إليه لوجدت العالم والمتعلم والشيخ والطفل والمواطن والوافد، فلكل زائر للنادي مشرب خاص وبغية يجدها هناك بسهولة، لا تقرأ صحيفة محلية منذ ثلاثين عامًا حتى وفاته رحمه الله وتتابع الأنشطة الأدبية إلا وتجد له مشاركة علمية ومنطقية أو شعرية، كتب في البلاد والندوة والجزيرة والمدينة المنورة وفي مجلة اليمامة والمجلة العربية والفيصل وجريدتي القصيم والرائد المحتجبتين.