ذكره وتخيله، فكانت هذه الأبيات التي جرت في البداية على صيغة استفهام من عائد، وكان الجواب من أمه مليئًا بأماني العودة المعسولة.
أحاسيس طافت بها الذكريات ... ونفسي رفت لها شاعره
فهامت تطوف ببلداننا ... بحيفًا وتلك الربى الزاهره
أأماه ما بال أوطاننا ... تصير لنهب العدا ياسرة؟
أنحن خذلنا أمام الغزاة ... فصرنا شتات القوى الكافرة؟
أأمي أهذي مساكننا ... بطون الشعاب وبالي الكهوف
ونحن لها والأسى صحبة ... وظل المأسي عليها وريف
ونمضي وتمضي الحياة سراعًا ... نلاقي بها من صنوف الحتوف
وخيراتها يستغل جناها ... عدو ونحن نراه ألوف؟
آلام المقام بتلك الخيام ... فلست أراها لنا كافية
فلا العيش فيها لذيذ ولا العـ ... ـلم وقت مناهله الصافيه
وما غير سقم أقيمت عليه .. وأشباح فقربها باديه
أأماه ردي جوابًا علي ... فما هي أوطاننا ماهية؟
(أعائد) مهلًا فهذا السؤال ... يثير شجوني فألقى عذابا
وما هو غير صدى الحق دوى ... بعزم ينادي حماة شبابا
وسوف تلبيه منا نفوس ... نراها ظماء إليه سغابا
وتجمعنا حوله وحدة ... لها الدين ركن فانَّى تعابا