كان الدكتور صالح بن سليمان الوشمي، رحمه الله، من أولئك الثلة الذين أشعلوا مصباح نادي القصيم الأدبي في بريدة عام ١٤٠٠ هـ، لتشرق في سماء القصيم، وآفاق بلادنا، جذوةٌ تزامنت مع إشراقة قرن هجري جديد بكل ما يحمله من تحولات وتغيرات وحادثات.
ولم يكن النادي مرتعه الوحيد، بل كانت له مراتعه المتعددة التي صال فيها وجال، فقد كان، عليه رحمة الله، عالمًا، وأديبًا، ومثقفًا، وشاعرًا، ومواطنًا، فسخَّر كل هذه المزايا وغيرها من إمكاناته لخدمة النادي، وخدمة وطنه وأمته.
أسهم في خدمة الحركة التعليمية في منطقة القصيم طيلة فترة حياته العملية، وكانت له بصماته في إدارة تعليم المنطقة، وفي الإشراف التربوي خاصة.
كان مؤرخًا تمتع بعقلية المؤرخ المنصف، كان مثقفًا واسع الثقافة، كان شاعرًا مرهفًا رقيقًا، كان إنسانًا يتمتع بخلق، بل أخلاق، سامية: تواضع، دماثة حب للخير، حرص على مساعدة الآخرين، عشق للوطن، ونهم للعمل.
رجل كهذا، حقٌ علينا، في النادي خاصة، أن نكرمه بما يستحق.
وقد قرر مجلس إدارة النادي الجديد في أول جلسة له بعد تكوينه أن يكرمه تكريمًا خاصًّا، إضافة إلى تكريمه المعنوي مع رفاقه أعضاء مجلس الإدارة السابقة ويسرني، أصالة عن نفسي ونيابة عن زملائي أعضاء مجلس إدارة نادي القصيم الأدبي أن نقدم هذا الكتاب عن هذا العالم الأديب، الذي أسهم في تأسيس النادي وخدمة لأكثر من عشر سنين، وكان يعيش همَّ النادي ليل نهار" انتهى.
وبراعة الاستهلال جاءت في مقدمته قصيدة من قصائد الدكتور الراحل صالح الوشمي يحيي فيها النادي، وكأنما كان يعلم من أستار الغيب، أو قل إنه الإلهام، أن (النادي) سوف يكرمه بعد وفاته بإصدار هذا الكتاب الحافل عن مسيرته في حياته (١٥ - ١٦).