ثم بعد ذلك افتتحت مدرسة القدس فعين مديرًا لها عام (١٣٧٤ هـ) وكان رحمه الله حريصًا على تعليم الطلاب وتفهيمهم وتوجيههم وتعليمهم الآداب الإسلامية ومع المدرسين يوجههم للتعليم الصحيح وتوصيل المعلومات الصحيحة، ومكث في هذه المدرسة حتى أحيل على التقاعد عام (١٣٩٧ هـ) وبهذا يكون قد أمضى في التعليم الأهلي والحكومي قرابة ثمان وخمسين سنة، أما التعليم في المسجد فاستمر متلتزمًا به رحمه الله تعالى حتى آخر أيامه.
ملامح من مناقبه وصفاته الشخصية:
كان الشيخ رحمه الله تعالى قدوة صالحة، فلم يكن علمه مجرد دروس تلقى على أسماع الطلبة، وإنما كان مثالا يحتذى في علمه وتواضعه وحلمه وزهده ونبل أخلاقه، كان بعيدًا عن التكلف، وكان بوجهه البشوش اجتماعيا يخالط النّاس ويؤثر فيهم ويدخل السرور إلى قلوبهم، ترى السعادة تعلو محياه، وهو يلقي دروسه - رحمه الله تعالى - حدّثني الكثير عنه رحمه الله تعالى أنّه إذا كان مسافرا للحج ينزل عن راحلته ويركب الضعفاء، ويمشي على قدميه محتسبًا الأجر من الله عزّ وجلّ.
وواصل حفيد الشيخ محمد الوهيبي الحديث عن جده قائلًا:
كان رحمه الله عطوفا مع الشباب يستمع إليهم ويناقشهم ويمنحهم الوعظ والتوجيه بالرفق واللين، والإقناع، كان حريصًا على تطبيق السنة في جميع أموره، لم تفتر عزيمته في سبيل نشر العلم، فكان رحمه الله إذا انتهى من التعليم في المدرسة يقوم بتعليم القرآن وتفسيره وتعليم الحديث وهذا في فترة العصر، وبعد المغرب، وهو الوحيد الذي يدفع لطلابه مبلغًا من المال للتعلم والفائدة في المسجد، وكان يحمل هم المسلمين وقضاياهم.