موضعه لم ينقص أو يقسم إلى عدة بيوت، وذلك لكونه وقفًا لا يجوز التصرف فيه بمثل هذه الأمور.
ويقع الآن على أربعة شوارع كما كان عليه في السابق.
وكان للجاسر في بريدة في القرن الثالث عشر صيت وثروة فكان منهم رجال شجعان محاربون، وأما شجاعتهم وكثرة الذين يفزعون منهم في الحرب فأمر تدل عليه هذه القصة التي رواها لي الإخباري الثقة سليمان بن علي المقبل.
قال:
عقد عبد العزيز بن محمد آل أبو عليان أمير بريدة والقصيم اجتماعًا صغيرًا في القصر النظر في شئون البلد ولم يحضر ذلك الاجتماع أحد من (الجاسر) على خلاف العادة وكان ذلك عن غير قصد لإهانتهم من عبد العزيز المحمد.
فغضبوا من ذلك وقالوا:
كيف لا نحضر الاجتماع ونحن منا أربعون بوارديًا أي: أربعون رجلا ممن يحملون البنادق ويدافعون عن بريدة.
فبلغ ذلك عبد العزيز المحمد، فآلمه أن يمنوا بكثرة من يحمل السلاح منهم، فأسرها في نفسه ولما كان في وقت من الأوقات واحتاج أهل بريدة إلى غزوة صغيرة جهزها ولم يدع إلى الاشتراك فيها أحدًا من الجاسر.
فلما احتجوا على ذلك عنده قال:
أنا ما تركتكم عن الغزو من أجل أنكم ما أنتم بشجعان، ولكن ما أبيكم تمنون علينا بكثر اللي يحملون السلاح منكم، قال لي سليمان المقبل: وكان آل جاسر من الأسر المعروفة بالشجاعة والإقدام.
وكانوا إلى ذلك معروفين بالبسطة في الأجسام، وحسن المنظر.