زرع (النقابي) صار لاذي ولا ذبك ... غَمَّض عليه الملح واجلوف صبخان
شي طيابه بس بيديك تفريك ... زود على قل الدجن صار هتيان
يعني بالنقابي نفسه.
وقال عبد العزيز الهاشل في حظه:
واليا فقدني جاب تسعين خيال ... يأمر بعجل ولا يريد المهانه
قام يتهددني مع القيد بحبال ... وادعى (النقابي) حاير في مكانه
لعبد العزيز بن محمد الهاشل هذا شعر كثير أغلبه مقطعات تدل على حياته التي هي زراعة الحبوب والمعاناة في ذلك من تأخر المطر، أو قسوة الدائنين أو عن مجيء أوقات الزراعة للزرع الذي هو القمح، والشعير.
وأسلوبه خفيف طريف، لا يريد سامعه أن ينهيه، وقد طرق عدة أبواب وفنون من الشعر مثل الجانب الاجتماعي والأخلاقي، ومثل مناجاة الحيوان ومحاورته وإلقاء الشعر على لسانه، وحتى محاورة الجماد كما سيأتي.
ويكتسب شعره أهميته من كونه نشأ في عصر نبذ فيه معظم أهل بريدة الشعر، وأقبلت طائفة منهم على علوم الدين، وطائفة أقبلت على الدنيا والتجارة، وانصرفت عن الفنون الشعرية، وما فيها من خيال جامح أو تشبيهات غير واقعية.
لقد قابلت الشاعر عبد العزيز بن محمد الهاشل في آخر عمره مرات عديدة، وكتبت عنه كل ما نقلت من شعره هنا كان يمليه عليَّ وأنا أكتب.