للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

وهم الذين بكل فعل قيم ... عرفوا وقد تركوا لذاك شواهدا

وهم الذين تبرعوا بنفوسهم ... وبما لهم لما أن إنطلق الندا

أن جاهدوا فتقدموا وتجشموا ... وتسابقوا وتسلقوا مدن العدا

كم موقع طرقوا وموقعة وكم ... نصحوا وكم قد جاهدوا من عاندا

جمعوا العدالة والنزاهة والنهى ... والعلم والمجد المؤثل والندى

فاقوا الأنام شجاعة وأمانة ... وتقى ورأيا صائبًا وتساندا

طهرت سرائرهم فأمكن جمعهم ... وصفت نفوسهم فساد وسودا

فالله خصهم بصحبة أحمد ... واختاره أزلًا لتلك وأيدا

لما انبرى لمن استقام مبشرًا ... ولمن تقاعس منذرًا ومهددا

وقفوا إلى جنب النبي محمد ... في كل أونة فكان المرشدا

خاضوا بجانبه الحروب كأنهم أسد ... وكان هو الإمام القائدا

وعلى طريقته جروا من بعده ... فتألق الإسلام وانقشع الصدا

حملوا لواء الدين منذ بزوغه ... فمضوا به نحو الأمام مسددا

فتحو الفتوح ودوخوا أبطالها ... فامتد حكممهم وغار وانجدا

فلقد أذلوا يزدجرد ورستما ... فتواريا أبدا كأن لم يوجدا

وقضوا على الطغيان في ثكناته ... واستأصلوا رؤساءه فتجمدا

وكذا استقاموا واستقام كفاحهم ... حتى علا علم الإسلام وأيدا

ملئت بهيبتهم قلوب خصومهم ... وبحبهم أخرى صفت وبالإهتدا

عبقت ففاز ذوا الإجابة والتقى ... أبدا وخاب من استهان وفندا

طبعت على شرف النفوس نفوسهم ... وعلى الدفاع عن الحمى فتوطدا

سلطانهم والعدل ساد وأثمرت ... بين الأنام جهودهم وتحددا

لخصومهم أن لا مجال لديهم ... لهم فأخفق ما ارتأوه وأخلدا

فاستسلموا للمسلمين وهكذا ... هزموا وأرسى المسلمون قواعدا

فعلى تعاليم الشريعة حكمهم ... قامت دعائمه فطاب ووحدا