ويزاولون أذى النبي وصحبه ... ويناصبونهم الضغينة والعدا
ويلفقون الشائعات بشأنهم ... ويحاولون الإنتقاص والإعتدا
ويؤلبون طوائفًا وقبائلًا ... ويدبرون دسائسًا ومكائدًا
ويمارسون مزاعمًا مسعورة ... ووشاية ودعاية ومناكدا
كي ما يشقوا بالخداع وينقضوا ... صفًّا صفًّا للمسلمين موحدا
لكن حماه الله من نكباتهم ... فأقامه طودًا رسى وتصاعدا
فتحطمت حقبًا على صخراته ... ضرباتهم والجهل زال وشردا
فمضى النبي بقوة وعزيمة ... في السير بالزحف المقدس صامدا
لم يكترث بالظالمين وكيدهم ... وبما به الباغي استعد وهددا
ومضى صحابته على منهاجه ... وبهم علا علم الهدى وتوحدا
لم يعبئوا يومًا بتعبئة العدا ... وبما أشاع المستفز ورددا
بل حققوا ما حقق الأمل الذي ... من أجله بعث الرسول وأكدا
فحموا حمى التوحيد واعتصموا به ... ولمن أناب السلم أصبح موردا
فبهم سمت وبمن أتى من بعدهم ... إذ ذاك دولته فعم وأسعدا
والحكم كان خلافة عربية ... في استقر الحق منذ أن ابتدا
لكن وللأسف الشيد تكالبت ... أمم على ذاك الكيان ليفسدا
وليظهروا ببراعة وشجاعة ... ويصيِّروا الوطن الكبير مبددا
فتمكنوا بجموعهم ودموعهم ... مما به حملوا فصار مؤكدا
خدعوا عقولًا فانثنت وتهافتت ... وجنوا على الزحف العظيم فقيدا
وبغوا وجاروا واعتدوا وتحكموا ... رباه كم عبث العدو، كم اعتدا
كم قسم الباغي البلاد وكم بها ... أرسى وشاد مناطقًا ومواردا
لنفوذه واستعمر الأفق الذي ... بالدين والإكبار كان مقلدا
وبنى مصادر أمر من عصفت بهم ... يومًا زوابعه فشل واجهدا
في أرضه واجتاح خيرهم ... فلا يلقون إلَّا ما أراد ووردا