للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

العشرين في كل وجبة.

ومع ذلك فإنه على كثرة ما يأتيه من الصدقات من البصرة والشام ومصر والعراق والحجاز وغيرها فإنه لما مات مات مدينًا، فقد أخبرني أخوه عبد الله بن حمد الجاسر، أنه مات مدينًا بمبلغ قدره ثمانية آلاف ريال، فبيعت بذلك بعض كتبه الملكية، مع أن أكثر كتبه تهدى إليه موقوفة عليه، وبعده على طلبه العلم من تلامذته، فبيعت بعض الكتب الملكية المذكورة بمبلغ يزيد على الرقم المذكور وأوفى دينه منها وبقي الباقي لم يبع بعد.

وكان رحمه الله سريع الدمعة، غزيرها، لا يستطيع الوعظ من البكاء، وكان الشيخ صالح بن ناصر بن سيف هو القارئ على الشيخ إبراهيم في مسجد والده ناصر بن سيف وذلك في أوقات الوعظ بعد العصر، وبين العشاءين على عادة أهل نجد بتخصيص هذين الوقتين لوعظ العامة، وكان الشيخ إبراهيم إذا مرَّ القارئ المذكور بآية أو حديث فيه تخويف أو رجاء أخذ في البكاء والنحيب بحيث يقطع القارئ المذكور قراءته خشية أن يُغمى عليه حتى يهدأ رحمه الله.

ولما انتقل إلى الكويت، فحين وصلها تلقاه أهلها وأميرها، بالإكرام وكان مريضًا فطلب الأمير مبارك له الطبيب (١).

أقول: قوله بأنه تولى قضاء الخميسية بالفعل غير صحيح، كذلك قوله بأنه تولى القضاء والتدريس في حائل وما ذكره عن سبب ذلك غير صحيح أيضًا.

قال الأستاذ إبراهيم بن عبد العزيز المعارك وهو ينقل مثل هذه الأشياء عن والده (عبد العزيز بن عبد العزيز المعارك) لأنه إخباري متتبع لمثل هذه الأمور:


(١) المبتدأ والخبر، ج ١، ص ٣١، وص ٤٦.