للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

مسار الصفحة الحالية:

كان الجاهلي هذا يعمل مع عبد الله بن عثمان الرميان، لذا ذكره في شعره وأرسل مع الجاهلي حمل عيش بذر على بعير ليوصله لقليبه بالوطاة، لكن الجاهلي أثناء سيره وجد نزل صلب واضعين لهم مْصَنَّع ترقص به البنات فجلس وغفل عن ذلوله فأخذوا العيش وطردوا الذلول فلما انتهت رقصتهم ذهب الجاهلي إلى ذلوله ولم يجدها فأخذ يبحث عنها، وأخيرًا وجد الذلول ولم يجد العيش وأتى إلى عبد الله وأخبره بما حصل، فقال:

يا الجاهلي ألهاك شغل المصنع ... يوم البني عفر يطبنه املاط

صابك الغضى به يوم فرَّع اودلع ... واظن جرح البيض ما عاد ينخاط

المصنع: حلبة للرقص، والبني: جمع بنت بمعني فتاة، والعفر: البيض، وأملاط: حاسرات الرؤوس، وفرع: كشف الغطاء عن رأسه، والمراد به فتاة, ودلع: ترك جيب قميصه مفتوحًا.

وقال يخاطبه من قصيدة له أي لعبد الله العثمان الرميان:

ما انيب يا (الجاهلي) عند العرب رَجّال ... ما دام كفي مقِلّ معسرٍ خالي

ما اني بشفق على الدنيا، وجمع المال ... شفق على الستر كان انه يتهيَّا لي

يا ليت ما مال الَّا في يمين رجال ... والنذل ما ينفعه ثربيت الأموال

وذكر لي أحد الإخوة من أسرة الرميان بأن الجاهلي هذا كان يعمل مع ابن رميان عندما كان ابن رميان أميرًا على اللسيب.

ومنهم عثمان الجاهلي تزوج مزنة بنت صالح الضويان ورزق منها بابنه إبراهيم وبنتين هما هيلة ونورة، ابنها إبراهيم كان مزواجًا تزوج العديد من النساء، ورزق كثيرًا من الأولاد والبات من أمهات مختلفات وعاش في مكة فترة من حياته ثم انتقل إلى جدة وعاش فيها حتى مات - رحمه الله.