للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

بن عبد الله الجلاجل، وبعد قتل عبد العزيز بن معتب بن رشيد دخل صالح بن عثمان بن عبد الله الجلاجل مخيم ابن رشيد فغنم مزودة بداخلها نقود أو رصاص لا أدري بالضبط ونقلها إلى حيث تبرك ناقته ليحملها عليها، وقبل أن يركب ناقته تقدم إليه رجل من المقاتلين وكل منهما يعرف الآخر وسأله عما معه فرد عليه ابن جلاجل قائلًا دعك مما معي وأمامك مخيم ابن رشيد ادخل إذا كنت شجاعا وخذ ما تريده أو تجده.

ويبدو أن بين الرجلين سابقة عداوة فأطلق عليه الرجل النار وجرحه برصاصته وانصرف.

تحامل ابن جلاجل على نفسه وركب مطيته ولحق بموكب أهل بريدة المنتصر يحمل جرحه وشعر الناس الذين حوله بجرحه فسألوه عمن جرحه لعلمهم أن المعركة قد انتهت دون أن يصاب فيها، فأخبرهم أن رجلًا يعرفه قد تعدى عليه وأطلق عليه النار، فإن مات من جرحه فهو يحتسب الأجر عند الله ويريد ثوابه في الآخرة ولا يريد القصاص منه بعد وفاته، وإن قدرت له السلامة فهو يعرف كيف يأخذ ثأره، وبقي الرجل مدة يعاني آلام جرحه ثم توفي وهو يصر على رفض إخبارهم عمن أطلق عليه النار، وبقي اسم المعتدي سرًّا في ذهن الجريح صالح بن عثمان العبد الله الجلاجل وتوفي وهو يخفي هذا السر عن أقرب الناس إليه، إنه يريد الأجر من الله (١).

انتهى كلام الأستاذ العمري.

ومنهم ابن جلاجل ولم أعرف اسمه، كان يقرأ على الناس، ذكر سليمان العبيد أنه ذهب إليه وقال ضرسي يوجعني فكتب ورقة وقال: ضعها عليه فوضعها فخمد الوجع سنين، ثم بعد عشرين سنة صار يوجعني فذكر لي فهد المزيد رجلًا مثله يقرأ على الناس ذهبت إليه فوضع عليه ورقة مثل ابن جلاجل فكأنما أوقد فيه نارًا لم أسترح حتى خلعته.


(١) ملامح عربية، ص ٦٨ - ٦٩.