على ركايبهم شمال الدفينة عائدين من مكة وكان مع كل واحدٍ منهم بندقه إلا ابن شيبان ليس معه بندق لأنهم خبرة واحدة، فخرج عليهم أعرابيان متحزمين ولا معهم بنادق، فجعلوا يسألونهم من أين جاءوا فأخبروهم أنهم من مكة، وذلك بعد حرب اليمن عام ١٣٥٣ هـ بقليل فسألوهم عن ابن سعود وعتيبة العلوين - على حد تعبيرهم، فقالوا: ابن سعود عزيز وبخير، وعتيبة بخير فقال الأعرابي: لا والله إلا ابن سعود ذبح، وعتيبة واللي معه هزموا.
لأن هذا بلغهم.
قال ومشى أحدهم معنا، فقال: وهو يمشي وهم راكبون أنتم ما تنعلون الحفيان، وتسقون الظميان، فرمى إليه ابن رديني بنعاله وسقاه ماءً، ثم نزل وأركبه على بعيره وفي وقت الظهر نزلوا يتغدون، وقد ذهب جميل يجمع حطبًا للقهوة والغداء، ومعه بندقه على كتفه فغافله الأعرابي من خلفه يريد أخذ البندق منه، ولكن جميل قوي فمنعه من ذلك وطرحه أرضًا وتغلب عليه.
ثم تغدى الأعرابي معهم وتقهووا وقال: اسمعوا أنا مالحت من طعامكم ترانا ١٧ حرامي ندور مثلكم لكن إن جاكم أحد من عتيبة يبي يأخذ منكم شيء قولوا حنا لوجه فلان بن فلان يعني نفسه، ولا يأخذ منكم شيء ثم ذهبوا وتركوه ولم يعترضهم أحد.
وهذه وثيقة مؤرخة في سنة ١٢٤١ هـ فيها ذكر لدار (جميل) أحد أفراد هذه الأسرة آنذاك: