للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

مسار الصفحة الحالية:

رحمه الله عام ١٣٤٦ هـ، وقد حزن الناس لوفاته وخاصة العلماء وطلبة العلم والعارفون لفضله فرحمه الله (١).

وذكر الأستاذ ناصر العمري سبب تلقيبهم بـ (الجوعي) فقال:

عادة قرى الضيف متأصلة في نفس العربي مرتبطة بكرمه وإيثاره وحاجة سكان البلاد العربية أعني الصحراء بالذات إلى الضيافة لكثرة تنقلات العرب في أرض الصحراء وحلهم وإرتحالهم، ولكن العربي قد يعجز عن الضيافة بأسباب وضعه الاقتصادي فيلام على التقصير في الضيافة، لعل له عذرًا وأنت تلوم.

وكان في قرية الشقة السفلى رجل من عنزة يقال له محمد العلي الحُمّيْدي, وكان كثير الضيوف وعجز عن قراهم ولكنه لا يستطيع رد الضيف دون ضيافة فلجأ إلى تقديم اللبن يجمعه في وعاء كبير (قدر) وإذا جاء إليه ضيف قدم له اللبن، وقال ليس لدينا إلا اللبن، واللبن في الحقيقة طعام وشراب لكنه لا يقنع الضيف العربي من المضيف العربي فصار البدو يسمون محمد بن علي الحميدي (الجوعي) وتغير اسم أسرة الحميدي من الحميدي إلى الجوعى، وعُرفت الأسرة بهذا الاسم الجديد، وهم لا يأنفون من هذا الاسم فهو اسمهم الذي يتسمون به، وقد انتقلت الأسرة من الشقة إلى الخبوب ومحمد العلي الحميدي هو الجد الخامس للمعاصرين من هذه الأسرة أي في عام ١٤٠٤ هـ والله المستعان (٢).

وذكر لي الدكتور عبد العزيز العقيل من كبار موظفي وزارة الثقافة والإعلام سببًا آخر لهذه التسمية هي قوله: لقب محمد بالجوعي، لقوله: أين أنت يا الجوعان؟

أقول: لو كان هذا صحيحًا لكان أولى أن يلقب بالشبعي نسبة إلى الشُّبَّع لا الجوعي.


(١) علماء آل سليم، ص ٣٤٤.
(٢) ملامح عربية، ص ١٥٩.