ثم مات والدي وبقيت مع والدتي في بيتنا لا نجد أي دخل حتى الطعام كان فيه نقص.
قال: وقد أصاب عيني مرض حتى صرت لا أكاد أبصر، وعندما فتح المعهد العلمي ذهبت إلى مديره أخيك محمد بن ناصر العبودي فقبلني جزاه الله خيرًا في قسم التمهيدي الذي راتب الطالب فيه (٧٠) ريالًا.
قال: وعندما قبضت أول راتب لي في المعهد وهو (٧٠) ريالًا، شعرت أنني قد ضمنت لي ولامي القوت، ثم نجحت من التمهيدي إلى الثانوي فكانت مكافأة الطالب فيه (٢٣٠) ريالًا في الشهر وهو مبلغ كبير في ذلك الوقت، وقد حصلت على الشهادة الثانوية من المعهد فالتحقت بكلية الشريعة في الرياض وتخرجت منها وعملت حتى تقاعدت في عام ١٤٠٧ هـ تقاعدًا مبكرًا.
أقول: لا أزال أذكر مجيء المذكور إليَّ في المعهد، وكنت أعرف والده رجلًا طيب الخلق محبوبًا من رفقائه في العمل، ولكنه حرفي والحرفي كما كان والدي رحمه الله قال لي: يا ولدي، إلى بغيت تدعي على واحد من الناس قل له: عساك تصير حرفي أو جَمَّال، لأن الحرفي والجمال إذا أوجعه رأسه لحقه الجوع، لأنه يعمل بأجر يومي لا يزيد عن ذلك فإذا تعطل جاع وجاعت أسرته.
فسألت الحَجِّي آنذاك عن والده فذكر أنه مات، فقلت له أي لمحمد: هل عندك شهادة مدرسية؟ فقال: لا، ومع ذلك قبلته إكرامًا لوالده، وللأمل في أن يواصل دراسته، لينتفع وتنتفع منه البلاد، وهكذا كان.
أما عن اسمه (الحَجِّي) وتفرعهم من (المجحدي أو المجحد) فقد حدثني محمد بن عبد الله الحَجّي هذا، قال: عندما كنت أدرس في المعهد العلمي في بريدة سألني أستاذنا الشيخ صالح البليهي عن اسمي فقلت: الحجي.
فقال: الحجي، هذا اسم غريب هنا، فقلت له: نحن متفرعون من (لمجحد) والحجي: لقب، فضحك وقال: خلك على الأوله.