للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

مسار الصفحة الحالية:

وحسن العقيدة، وقد أخبر الشيخ محمد بن عبد الله بن سليم أن حسن المهنا سوف يؤذيه فهرب من بريدة على قدميه وفي الطريق وجد الجمال عبد العزيز بن حسون قادما من عنيزة إلى بريدة فسلم كل منهما على الآخر فأناخ ابن حسون بعيره وقال للشيخ اركب أوصلك إلى المكان الذي تريده.

فقال الشيخ هل معك ماء؟ قال نعم. قال الشيخ: اسقني، فأسقاه، ولما شرب الشيخ وغسل وجهه ويديه قال لابن حسون: اذهب حيث تريد ولا تخبر بي أحدًا إذا سئلت عني، فأدرك ابن حسون أن الشيخ هارب.

ومضت الأيام وجاء عبد العزيز بن حسون إلى الشيخ فهد العبيد في دكانه وقال له: سلفني اثنين وأربعين ريالًا فرنسيًا، فقال فهد العبيد: ليس لديَّ المبلغ الذي تريده، فقال عبد العزيز الحسون: ما تسلفني اثنين وأربعين ريالًا، وأنا قد أسقيت ابن سليم في شدة الحر بالقائلة في الصحراء، ولم يسأله الشيخ فهد العبيد عن القصة وعن ابن سليم هذا، بل بادره بقوله: سوف أقرضك ما دمت قد أسقيت ابن سليم، وقام الشيخ فهد العبيد العبد المحسن واقترض أربعة وأربعين ريالًا من جار له في الدكان وسلمها لابن حسون قائلًا اثنان وأربعون ريالًا سلفا ولك ريال عن سقياك لابن سليم.

ذلك أن فهد العبيد من تلاميذ آل سليم ومحبيهم في الله وابن حسون يعرف ذلك.

ومضت السنون ومات ابن حسون دون أن يعرف الشيخ فهد العبيد بموته، ولما عرفه في شهر شعبان عام ١٣٠٥ هـ قرر أن يتصدق بطعام ويجعل ثوابه لابن حسون جزاء سقياه للشيخ محمد بن عبد الله بن سليم والد شيخي الشيخ فهد العبيد العبد المحسن رحم الله الجيمع (١).


(١) ملامح عربية، ص ٢١٣ - ٢١٤، والمراد بشيخي الشيخ فهد العبيد عبد الله وعمر ابنا الشيخ محمد بن عبد الله بن سليم.