يرسله إلي إذا غاب عن بريدة، أو تكون إجابة من أحدنا لرسالة سابقة لزميله.
وقد كنت ترددت في ذكر رسائله إليَّ بل ورسائلي إليه لما فيها من مبالغة في المدح، ومن تركيز على الصداقة.
وقد استبعدتها بالفعل فترة من الزمن، إلا أنني لأمر يتعلق بالأستاذ الحصين أكثر مما يتعلق بي آثرت ذكرها هنا وهو أن الرجل كما أعرفه أديب مرهف الحس، ناصع العبارة، ولكن لا يوجد بين أيدينا مؤلف قد ألفه ولا حتى رسالة قد كتبها على هيئة كتاب صغير فرأيت أن عدم ذكر هذه الرسائل فيها غمط لحقه، وحجب لشيء لا يوجد له ما يكفي عنه.
أما المبالغة في الوصف أو المدح، أو علاقة الصداقة فإنها كانت سمة الأسلوب الأدبي في تلك العصور، إلى جانب صدق التعبير لكونه أصدق أصدقائي، وأنا أصدق أصدقائه.
رسالة المؤلف إلى الأستاذ الحصين:
بسم الله الرحمن الرحيم
الرياض في ١/ ٣/ ١٣٦٧ هـ
حضرة أخي العزيز الأستاذ علي العبد الله الحصين حفظه الله تعالى آمين
إنَّ أعلى ما حيا به المحبون أجمع ما ضيهم وحاضرهم ومتأخرهم محبوبيهم من سلام، وأشرف ما أكرموهم به من تحية، وأنفس ما احترموهم به من شتى أنواع الاحترام، وأحر ما أذابوه شوقًا من الفؤاد، وأجل ما قدروهم به من مختلف التقادير، وأرفع ما أحلوهم به من الذرى، وأغلى ما بذلوه في سبيل رضاءهم ومسرتهم، وأحقر ما أحلوا به أنفسهم تواضعًا لهم ... و ... و ...
إن كل ذلك وضعفه وعشرة أضعافه إلى سبعمائة ضعف إلى أضعاف كثيرة إلى أقصى ما ينتهي إليه العدد كثرة لا يفي بعشر معشار بل بأصغر