للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

وقال صالح السعوي أيضًا:

وممن اشتهر من أهل المريدسية في تقديم الخدمة العلاجية الأخ في الله صالح بن إبراهيم بن علي الحفيتي، رحمه الله.

وأكثر ما يرجع إليه فيه تعديل الكسور في أعضاء الآدميين بما يجريه من فحوصات تبرهن له عن وجود الكسر في العظم، فإذا تحقق لديه وجود الكسر، مد العضو باعتدال، ووضع بجنباته ألواح صغيرة من الخشب، وربطها له لكي يعتدل العضو، ويتماسك حتى يجبر الكسر، ويعمل في تضميد الجراحات بطرق مريحة ومناسبة يحصل بسببها سرعة الالتحام والبرء بإذن الله، وله مزاولة أعمال في الخدمة الطبية التي لا تحتاج إلى الطب الحديث.

وهو من المحتسبين الذين يعملون تلك الأعمال وما يشاكلها ابتغاء الأجر والمثوبة من الله عز وجل، فالذي يعرف عنه أنه لا يأخذ على عمله أجرًا دنيويًا من الناس، وإنما هو تبرع، وله كفاية من مغل مزرعة له قائمة في البلدة.

واغتبط كثير من الناس بما يقوم به من جهود طبية في عمليات تجبير كسور العظام في الأعضاء والأجزاء، وقوبلت أعماله الطيبة بالدعاء الصالح، والثناء الجميل، والذكر الحسن حتى من عامة الناس الذين لم يستفيدوا منه، وهكذا صناع المعروف تحبهم القلوب، وتهواهم النفوس.

يضاف إلى ذلك قيامه بوظيفة الأذان في المسجد المجاور لمزرعته الذي عرف بمسجد جار الله رحمه الله.

جزى الله المعرف عنه خيرًا، وأسكنه الجنة.

توفي رحمه الله عام ١٣٩٨ هـ، وصلي عليه بجامع المريدسية ودفن بالمقبرة الجنوبية من البلدة (١).


(١) المريدسية ماض وحاضر، ص ٣٨٤.