ومنهم محمد بن حماد الحمَّاد كان أميرًا على جماعة من عقيل وهم ذاهبون من بريدة إلى الشام، فكان لا يستشيرهم اعتدادًا برأيه فقال أحدهم: ورا ما تشاورنا يا محمد؟
قال: أنا ما أشار البعارين.
ولما وصلوا إلى سوريا واجهتهم مشكلة فجمعهم وشاورهم، وقال: أنا محتاج إلى رأيكم.
ومن مكارم محمد الحماد هذا أنه كان في سنة الجوع عام ١٣٢٧ هـ، أو ما بعدها بقليل ذاهبًا إلى الكويت في رفقة له ومعهم إبلهم، وقد أخذوا معهم زادهم للطريق، وفي تلك العصور لا يأخذ المسافرون أكثر مما يكفيهم، فلما ساروا من بريدة صحبهم ثلاثون من الجياع الذين يريدون أن يذهبوا إلى الكويت والعراق قد اضطرهم الجوع إلى ذلك.
ومعلوم لهم ولغيرهم في تلك العصور أن هؤلاء يحتاجون إلى طعام وحتى ماء وليس مع أحد من الثلاثين الذين تبعوهم طعام ولا راحلة.
أما الراحلة فإنهم يقولون: إننا سنذهب معكم ماشين ولا نحتاج إلى ركوب، ولكننا نحتاج إلى رفقة لئلا نضل أو نهلك عطشًا أو نموت جوعًا.
وقد تشاور (محمد الحماد) مع الذين معه بشأنهم، وكان ذلك بعد ما فارقوا بريدة والمشاة يتبعونهم، فقال لهم: سنذهب إلى الزلفي أولًا عسى يتخلف منهم أحد، أو نستطيع أن نحصل على المزيد من التمر.
قالوا: ولم يرض أحد من المشاة أن يبقى في الزلفي وصمموا على أن يصحبوا ابن حماد ورفقاءه.
فقال ابن حماد لرفاقه: سنذهب وهم معنا ونأكل بدلًا من الوجبتين في