و (قصر عبد الكريم الحماد) الذي أشرت إليه واقع في حائط نخل له كبير مشهور يقع بجانب النخل المسمى بالعروس، ويقال له: العروس أيضًا، في مكان الباب الجنوبي لسور بريدة الأخير الذي بني زمن إمارة صالح بن حسن المهنا على بريدة قبل وقعة البكيرية في عام ١٣٢٢ هـ.
ومنه الآن مسجد ابن خضير الذي بناه عبد الرحمن بن حمد الخضير، وقد دخل جزء من هذا الحائط في الجهة الجنوبية الشرقية من السوق المركزي في بريدة، وهذا الحائط ورد ذكره في وثائق عديدة وآل أكثره إلى آل سليم.
وكان عبد الكريم بن حماد السالم قد تزوج هيا بنت الثري الوجيه عمر بن عبد العزيز بن سليم أول من جاء من آل سليم إلى بريدة في عام ١٢٣٤ هـ واسمها هيا وهي أخت الشيخ العلامة محمد بن عمر بن سليم.
وبقيت معه حتى توفي فورثته، ولم يرزق منها بأولاد وقال لي الشيخ عبد الله بن إبراهيم السليم، إنه كان عقيمًا لم يرزق بأولاد.
لذلك ورث آل سليم بعض أملاك عبد الكريم الحماد، وبقيت لهم حتى نزعت ملكية جزء منها في آخر السوق المركزي للخضار والفاكهة ونحوها من جهة الجنوب الشرقي وبعضها انتقل بالشراء لآل سليم من غيرهم.
حدثني الشيخ عبد الله بن إبراهيم السليم قال: كان عبد الكريم الحماد وهو من الأثرياء صديقًا للثري الوجيه المشهور محمد بن عبد الرحمن الربدي تاجر بريدة في وقته.
فزار الربدي عبد الكريم الحماد في حائطه في جنوب بريدة وقت الغداء فقدم الله عبد الكريم الحماد غداء ليس فيه لبن، وكان هذا أمرا غير معتاد من مثله فعرف الربدي أنه قد ترك تقديم اللبن لعدم وجود بقرة حلوب لديه، وأنه لا يفعل ذلك إلا مؤقتًا، فأرسل إليه الربدي بقرة دافعًا على وشك الولادة مع ابنه وعامل عندهم،