إن القلوبَ إذا تموت تجبَّرَتْ ... فعَن العظائم لا تُرى تَتَمتَّعُ
يا عَبَرَة حرَّى تدَقَّقَ ماؤها ... يا عَبْرَة أخرى الفؤادُ يُجْرَّعُ
يا رافع السبع الطباق وفوقها ... عرشٌ عظيمٌ للمهيمن يخضعُ
يا عالم الأسرار أنت ملاذنا ... وأكُفُّنا لك بالضراعة تُرْفَعُ
وسؤالنا هو واحدٌ يا ماجدٌ ... أنت المؤمّل ما بغيرك مطمعُ
نصرٌ لدينك جابرٌ لِمُصابنا ... أنت المُرَجَّى لِلشدائد تدفعُ
حُرُمات ربي عُظِّمت بكتابهِ ... ومساجد المولى تُصان وتُرفعُ
أَذِنَ الإله بأنْ تُقام لِذكرهِ ... وبأنْ يُعَمِّرها السجودُ الرُّكّعُ
إنْ كان إسقاط المهابة حاصلٌ ... لبيوتِ ربي فالضلالةُ تنفعُ
أو كان إسقاط المهابة صالحٌ ... فذنوبُنا يوم القيامة تشفعُ
يا غَيرةً لمحارم المولى أبَتْ ... أن تستجيب لِزاجرٍ أو تسمعُ
الله حسبي وهو فارجٌ كربتي ... كم ضاقَ أمْرٌ والرحيمُ يُوسِّعُ
ولئن أُصِبْنا فالرجا مُتمكِّنٌ ... بمغيثنا لا يعتريه تزَعْزُعُ
يا فارج الهمّ المُلمّ بلطْفِهِ ... ومُغيث لهفان ببابك يَضرَعُ
خاب الذي يرجو سواكَ لغوْثِهِ ... ويظن غيرك في الشدائد ينفعُ
أنت الوليُّ وأنت مالِكُ أمرنا ... نحن العبيد بذلنا لكَ نخضَعُ
ملك الملوك تباركتْ أسماؤهُ ... أنت المغيث وما لغيرك تُقْرَعُ
وشفيعُنا أنت الرحيم شفيعنا ... وأكُفُّنا تأبى لغيرك تُرفعُ
حار الحليمُ وكاد يفقدُ حِلمَهُ ... ممّا دهاهُ ولم يكنْ يَتوقَّعُ
الحقُّ يثبتُ والضلالُ فزاهِقٌ ... والضيق يعْقُبُه فضاءٌ أوْسعُ
سنن الرحيم وليس تبديلًا لها ... الكربُ يكشفهُ قريبٌ يسمعُ
العُسْرُ يُتْبعُهُ يسارٌ مُرْدَفٌ ... باليُسْر فالإعسارُ حَتْمًا مُقلِعُ
حمدًا وحمدًا لا يُحَدُّ لِربنا ... فوق المحامِدِ للخلائق أجمعُ
وعلى النبي صلاتنا وسلامنا ... الله أكبر غَوْثُ ربي أسرعُ