وهنا اشتد غضب عبد الرحمن بن محمد الخطاف واقترب من البدوي وخطفه من على ظهر بعيره ورمي به إلى الأرض ثم نزل عليه وأخذ يضربه ضربًا شديدًا وجرده من سلاحه - بندقيته وحزام فشكه وخنجره - وأخذ بعير البدوي وربطه إلى بعيره وأمر البدوي أن يسير راجلًا أمام الإبل، ولم يتدخل ابن حميدة لكنه مدح تصرف ابن خطاف وأشاد به وسار الطامع أمام الإبل ذليلًا مهانًا ثم صار يتوسل إليهما ويطلب العفو عنه، وتركهـ وتسليمه سلاحه وبعيره.
فقال له ابن خطاف: سوف نسلمك لإمارة بريدة، وأيس من عفوهما ولما اقترب من هجرة المطيوي هرب ولجأ إلى أميرها وهو من البادية وشكا إليه ما فعل به وقال: حضريان نهبا سلاحي وبعيري، وكان أمير المطيوي عارفًا بعادات الحضر وأمانتهم فقال: الحضر لا يأخذون البدوي ليس نهب الناس في الطرق من عادتهم، ولكن الأمر خلاف ما تقول فعلينا الانتظار حتى يصل الحضريان، ولما وصل ابن حميدة وابن خطاف إلى هجرة المطيوي لأنهما تتبعا أثر البدوي زارا أمير المطيوي فسألهما عن قصة البدوي فأخبراه أنه طمع بمالهما ودفعاه بالحسني والإقناع، ولكن لم ينفع معه إلا القوة والشدة والغلبة وأخبراه أنهما يريدان تسليم البدوي وسلاحه لإمارة بريدة فرجاهما أمير المطيوي بأن يتركا سلاح البدوي وبعيره من أجله وأن يتعهد البدوي بألا يعتدي على أحد من الحضر في الطريق فسلما سلاحه وبعيره له وانصرفا إلى بريدة سالمين (١).