للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

قتله عشيرته، ثم سطا عليهم بعد ذلك محمد بن علي، وهو من أوليائه فقتل فهد بن مرشد وعم القتل في هذه السنة في القصيم وسدير والوشم والعارض والخرج والجنوب (١).

وكان صالح بن فهد المرشد صغيرًا، فلما كبر عيرته أمه بكونه لم يقتل قاتل أبيه محمد بن علي العرفج، فرصد له وهو خارج من بيته في سوق داحس الذي يقع شمال المقصب القديم وقد أزيل ذلك في العهد الأخير الآن.

وقد بقي بيته على حاله يسكنه حفيده سليمان بن سلطان العرفج دعانا فيه هو ثم ابنه سلطان عدة مرات.

خرج محمد بن علي العرفج من بيته قاصدًا المسجد الجامع ليصلي فيه صلاة الفجر ففاجأه صالح المرشد وأطلق عليه النار، وغاب في الظلام ولكنه معروف للناس، وأقر بأنه قتله قصاصًا منه لقتل أبيه.

ومن المعلوم أن القصاص يكون من ولي الأمر وبحكم الحاكم الشرعي، ولكن في تلك الفترة كان الحكم بالشرع قد اعتراه الوهن، لأن الدولة السعودية الأولى التي تحكم بالشريعة قد سقطت، والأمر في بريدة نفسها قد انتقض حتى إننا لم نعرف بالضبط من كان القاضي فيها في تلك الفترة العصيبة، لأن القاضي الأصيل الذي هو الشيخ عبد العزيز بن سويلم قد اعتزل القضاء الرسمي وافتتح له دكانًا في بريدة، فكان لا يقضي إلّا بأمر من ولي الأمر في بريدة، أو إذا اصطلح المتخاصمان على الرجوع إليه.


(١) عنوان المجد، ج ١، ص ٤٦١ (الطبعة الرابعة).