للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

مسار الصفحة الحالية:

أستطيع أن أحمل تسعين وزنة (١٣٠) كيلًا أن يقويه الله حتى يستطيع أن يحمل مائة وزنة: يريد بذلك أن كون المرء حمَّالًا ما أمر لا ينبغي أن يغبط عليه.

وبعد ذلك اشتغل بحفر القبور والتعيش بذلك وتوفي عام ١٣٢٦ هـ وخلفه ابنه علي في مهنة حفر القبور وتغسيل الموتى حتى مات عام ١٣٨٤ هـ، وهو طويل الجسم إلا أنه أعرج قليلًا.

قال الأستاذ عبد الكريم بن صالح الطويان:

في رمضان الفائت، سمعت الشيخ (الفوزان) إمام جامع التغيرة، يحدث المصلين، فكان مما ذكره عن عبر الموت والمقابر قصة رواها (الحوطي) أحد حفاري القبور في بريدة إلى عهد قريب، قال: كنت أحفر القبر الأخير في إحدى مقابر بريدة، حين وقف على رأسي أحد رجال البلدة المعروفين، وهو في كامل هيئته وعافيته، فقال لي: إن (الجماعة) قد خصصوا الموقع الفلاني مقبرة جديدة، فلا داعي لحفر هذا القبر في هذا الحيز الضيق، ثم استمر يبحث معي في هذا الموضوع وذهب، وبعد يوم دخلت المقبرة جنازة جديدة، ولما استقبلتهم، علمت أن الميت هو محدثي في الأمس! حيث دفن في القبر الذي اعترض عليه!

وقبل عدة سنوات توفي الشيخ عبد العزيز الرشودي - رحمه الله - ثم لحقه أخوه الشيخ صالح - رحمه الله - بعد مضي ثمانية أشهر - تقريبًا - والعجيب أن يجاوره في القبر، رغم مضي هذه الأشهر التي دفن فيها العشرات بالمقبرة، لكنه عند موته تعبأت الخانات المجاورة فكان أنسب الموقع هو ما جاور قبر أخيه (١).

وقصة الشيخين علي الغضية، وعبد الله الحميد، متواترة ومشهورة، فقد تماثلا في حياتهما في كثير من أمور الحياة، ومات أحدهما قبل الآخر بمدة، ثم تبعه الآخر، فقدر أن يدفن في قبر مجاور له!


(١) من أفواه الرواة، ص ٤٢ - ٤٣.