نحن كما تعلم من عقيل الذين كانوا يعملون في تجارة الإبل ما بين القصيم والشام وفلسطين ومصر، وعندما توقفت تلك التجارة بسبب إغلاق الطريق لأجل قيام دولة اليهود هناك، صرنا نتاجر بالإبل في داخل المملكة.
قال: ومرة زاد سعر الإبل في بريدة التي هي أكبر سوق للإبل في المملكة آنذاك وذكر لنا أنها موجودة رخيصة في جهة مكة المكرمة وحتى تبوك.
قال: فأخذت ما عندنا من النقود وهي قليلة وأخذت معها (نقودا بضاعة) والبضاعة من النقود أن يعطيها صاحبها لأحد الذين يتاجرون بها وله جزء من الربح الذي ينشأ عن ذلك وغالبا ما يكون ذلك الجزء النصف إذا كان طعام الذي يتاجر بها عليها أو الثلث إذا كان يأكل ويشرب من نفسه.
قال: وذهبت إلى الحجاز واشترت إبلا جيدة المقدار فبعتها في سوق بريدة بمكسب كبير، مما حدا ببعض الأثرياء إلى أن يبدؤني بأن يعطوني نقودًا أتاجر بها، وكنت أبدأهم قبل ذلك ومن ذلك أن (أحمد العييري) رحمه الله أعطاني خمسمائة جنيه ذهبا بضاعة.
قال: فحصل لي من ذلك مكسب، فأصبت بمرض عضال لم يمر عليَّ في حياتي مثله لأنني صرت أحس أن نصف جسمي الأسفل لا يتجاوب معي إذا أردت تحريكه وكان يؤلمني ألما شديدا حتى كنت أصرخ إذا قلبني أهلي على جنبي.
قال: فقالت خالتي وهي زوجة أبي بعد أمي التي كانت قد ماتت وتزوجها والدي سليمان بن علي الطرباق بعد موت والدتي لأهلي: روحوا بعبد الله للخريصي وأمه يقرون عليه، وألحت في ذلك.