للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

في الشعيبات الماء المعروف في أرض الجبل، فأخذهم ومعهم إبل كثيرة لأهل الجبل، وكان غازي من أتباع أهل القصيم، فركب عبد الله بن رشيد بجنوده وأغار على غازي فأخذ منهم إبلًا كثيرة، فغضب لهم أمير بريدة وانتدب لحرب ابن رشيد، وكان أهل القصيم متعاقدين على حرب كل عدو يقصدهم بعداوة، فأجمعوا على حرب ابن رشيد، فركب يحيى بن سليمان بجنود كثيرة من عنيزة وأتباعها، وركب عبد العزيز بأهل بريدة وجميع أهل القصيم، واجتمعوا على بقيعا (١) نحو ستمائة مطية ومعهم غازي بن ضبيان وأتباعه، وقاعد بن مجلاد وأتباعه من عنزة، وابن صبر من السلاطين والصقور من عنزة، وسار الجميع من بقيعاء (٢) فأغاروا على وجعان الرأس من شمر، فأخذوا منهم أموالًا كثيرة من الإبل والإثاث والأغنام، فلما أخذوا هؤلاء العربان قال يحيى لعبد العزيز لابد أن نرجع على هذا النوماس، فحلف أنه ما يرجع حتى يقاتل ابن رشيد (٣).

قول غربي:

أخبرنا الأشياخ كبار السن والإخباريين أنه عندما انتهت الوقعة الرئيسية بين أهل القصيم وأهل حائل وكان الوقت قيظًا جعلت طوائف من أهل القصيم تقيم متفرقة في ظلال النخل والأشجار عن الحر، فصار أهل حائل يتتبعونهم ويقتلونهم لأنهم كانوا متفرقين، وإن كانوا مسلحين ويدافعون عن أنفسهم حتى يقتلوا هذا هو المشهور المعروف غير أنني رأيت رواية لهذه الحادثة في كتاب مستشرق ألماني اسمه: (البير سوسين)، ذكرها في كتابه الذي تعريب عنوانه (ديوان وسط الجزيرة العربية) وهو بالألمانية، وقد عاش المذكور في القصيم فترة طويلة ذكر ما ننقله بالعربية نقلًا عن لفظ العوام وأن الشاعر الأمير محمد


(١) الصحيح: بقعا، بالتكبير.
(٢) الصحيح: بقعا، بالتكبير.
(٣) عنوان المجد، ج ٢، ص ١٨٨.