للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

بسم الله الرحمن الرحيم

من خورشيد باشا سر عسكر نجد إلى عبد الله ابن رشيد أمير شمر:

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته وبعد:

وصلنا جوابك وبه تذكر أنك تبي إذن لتروح تحج بيت الله الحرام، فالذي نعرفك به أنه الآن كلانا في خدمة أمة سيد الأولين والآخرين فلو يكون في سعة وفضا من الخدمة نحنا كنا أولى بالحج ونتوجه على العمانيات والخيول المشوصات ثم من بعد الحج نرجع إلى مدينة خير الأنام لنحظى بالروضة وذاك المقام، ولكن إن الله تعالى الكريم لابد ما نبلغ المقصود ونعم إنه كان مقصدنا نرسلك مع الرحلة إلى مكة ليزداد شرفك على الغير، إلَّا أننا لما نعلم أن أهل نجد جميعهم أحباك وبعد أن كنت تتوجه تريحوا أهل الجبل كثير وإنما إذا كنت رأيت في المنام أنك تحج هذا العام وصار لك شوق للحج فأرسل رشيد الجبر يحج بدلا عنك، وأما طلبك الحج في وقت الخدمة فلا نريد إلا حكي وتأخذ منا حكي وفرض الحج لمرة واحدة، وأما أنت يلزمك أربعين مرة حتى تمحى الذنوب والسلام.

(٢٦ ن ١٢٥٥ هـ).

ومما سبق ذكره أن (خورشيد باشا) هذا هو الذي اضطر الإمام فيصل بن تركي إلى أن ينتقل إلى مصر، تاركًا نجدًا وأهلها مع أنه كان إمام المسلمين فيها وذلك في عام ١٢٥٤ كما سبق، وقد سافر بالفعل إلى مصر، وبقي فيها نحو خمس سنين، ثم عاد إلى نجد. ـ