من ناحيته، أوضح الشيخ عبد الله بن منيع عضو هيئة كبار العلماء لـ "الشرق الأوسط" اعتبار العلماء في مسوغات الزواج وأركانه الكفاءة شرط من شروط صحة النكاح، مبينًا أن الكفاءة تقدر بحسبها ومن خلال الأعراف والتقاليد التي يعيشها المجمع، فالتقاليد المبنية على التمسك بأحوال القبيلة تتسبب مخالفتها الفتن والعداوات والقطيعة بين الأقارب، كما ذكر بن منيع فأي زواج "قد يترتب عليه إحدى الإشكاليات في حال عدم تطابق الكفاءة النسبية أو الكفاءة الاجتماعية فهو محل نظر، وقد يكون للقضاء مجال وفق تقدير العواقب المترتبة على انتهاك معابر وضابط الكفاءة".
من الجانب الشرعي، ذكر بن منيع حث الرسول الكريم على تزويج من تميز بالدين والخلق، باعتبار التقوى والصلاح والالتزام بالمقتضيات الشرعية هي الكفاءة المعتبرة في الشريعة الإسلامية، مستدركًا ذلك بضرورة مراعاة أسباب الصلة والبعد عن الفتن والعداوات، مما يترتب عليه تأثير على الأنساب.
ونفى الشيخ عبد الله بن منيع وجود أي مسعى لعرض قضية "تكافؤ النسب" على هيئة كبار العلماء لدراسة القضية من جوانبها الشرعية والاجتماعية لإصدار رأي موحد، مؤكد أنه "في حال عرض القضية من قبل ولي الأمر فستشرع هيئة كبار العلماء على دراستها والنظر فيه"، وطالب بن منيع أن على من له أهلية للتوجيه والإفتاء ضرورة ملاحظة كفاءة الجوانب والاعتبارات المترتبة علي الزواج، في ظل عدم تكافؤ النسب إلى جانب احترام الأنساب" وثبوتها، وعدم القدح والجرح مع ذلك بشعور ذوي الأنساب المعتبرة، مما قد يكون محل همز ولمز، الأمر الذي يتعارض مع المقتضيات الشرعية المتعلقة بالبعد عن الطعن في الأنساب، مشيرًا إلى أن الاستفاضة في النسب محل اعتبار وثبوت.