وظهر لنا من وثيقة أخرى أن (سلمى الخضير) هذه كانت مدبرة عاقلة بدليل أن امرأة أوصت بأن تكون (سلمى الخضير التويجري) هذه وكيلة أي وصية على ثلثها بعد موتها أي موت الموصية واسمها (سلمى بنت إبراهيم القصيرية) والقصيرية: نسبة إلى أسرة القصير، ولدينا في منطقة بريدة أسرتان كل واحدة تسمى القصير إحداهما من أهل الشقة والأخرى من أهل الخبوب وبالذات خب البريدي، ويظهر أن سلمى هذه من أهل الخبوب.
قالت سلمى بنت إبراهيم القصيِّر في وصيتها بعد الديباجة: أوصت بثلث ما وراءها أي خلفته في هذه الدنيا من مال بأعمال البر الوكيل (سلمى الخضير التويجري) ماينة مفتصلة.
ويلاحظ أنها قالت: الوكيل ولم تقل الوكيلة، فكأنها نظرت النظرة الصحيحة، وهي أنها وصي على ماذكرته وقولها: ماينة، أي مفوضة وأكدت ذلك بقولها: مفتصلة، أي لها الحق مفصلًا بعد أن ذكرته مجملًا في أن تعمل ما ترى فيه المصلحة من وصيتها وأكدت باللفظ: فقالت: بالذي تفعل فيه، ثم أكدت ذلك بأنها أي سلمى الخضير إن احتاجت إلى شيء مما أوصت به الموصية فإنها تبيح لها أن تأكل منه ولا حرج عليها، شهد على ذلك إبراهيم آل عبد الله المعارك، وكاتبه ابنه عبد الله البراهيم بن معارك.