للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

وكان الأكثر من ذلك في إبراز هذا الأمر الذي أسموه الحدث ما ذكرته الصحف في أخبارها وتعليقاتها ومقالات القراء المثقفين ومنهم بعض الذين قيل: إنه كفرهم من أهل بريدة مثل تركي الحمد ومنصور النقيدان الذين ذكروا أنهم لا يحملون له آية ضغينة رغم ذلك، وأشار منصور النقيدان إلى أنه كان من ضمن جماعته أو قال: من المقربين منها إلا أنه اتضح له الأمر، وكان منصور النقيدان قد سجن أيضًا في فترة من فترات حياته لانتمائه إلى جماعة متشددة وكانت تعليقات الكتاب من أدباء وصحفيين وعلماء قد أكبرت في الشيخ علي الخضير اعترافه الصريح بأنه كان مخطئًا في فتاواه التي أصدرها المتعلقة بالتكفير ووجوب تغيير الحكومة.

والعجيب أنه رغم ما بينه وبين الحكومة وأنَّه كان سجينًا أخرج من السجن مباشرة إلى التلفاز، إن لم يكن التلفاز قد زاره بالفعل في سجنه لم يهاجم الحكومة، وإنما ركز على أن ما كان قد أفتى به رجع عنه بعد أن تبيّن له خطأه.

وقد تابعت مقابلته فوجدته فيها رزينًا هادئًا، تخرج الكلمات من فمه موزونة، وكأنه يتحدث في مجلس من المجالس المعتادة، وليس في التلفاز الذي أخرجه من السجن وأعاده إليه، حيث ينتظره حكم قد يكون قاسيًا.

وقد رأيت نقل ما ذكرته جريدة الرياض عن بعض ما جاء في المقابلة لكونه طويلًا وكونه يذكر المسائل التي كان أفتي فيها ورجوعه عنها، بدلًا من أن أنقلها بنفسي، وربما وقع في النقل خطأ غير مقصود.

مع التأكيد مرة أخرى بأن الرجل سجين وإن المقابلة التلفازية أجريت معه وهو كذلك، وتخيل بعض الناس من أنه كان هناك اتفاق بينه وبين ورازة الداخلية يقضي ببراءته من تلك الفتاوى التي على رأسها الخروج عن طاعة