المتاجرة بالبضائع، والسلع، وألفت جميعهم المنافع والمصالح اليومية، وقرب بعضهم من بعض رواج السوق في البيع والشراء.
فقسم ابن خميس هذه المدينة على هيئة سوق الشيوخ كما ذكرنا إلى محلات، وأن بين هؤلاء تجارًا للأقمشة، والأطعمة، وباعة الملابس الجاهزة، وتجارًا للعتاد، والسلاح، وفيهم عطارون، وقصابون، ونجارون، وباعة حديد وأخشاب، ومجهزو طابوق، والذين يصنعون اللَّبِنَ، ويطبخونه، وعمال البناء، والمُكارون على الحمير والإبل لنقل البضائع، والأفراد، وملاحون للسفن والمشاحيف، الذين يمدون الخميسية من جهة الهور بكل الأغراض المعيشية، ومواد الأغذية، وفيهم مصلحوا السفن، ومرقعوا المشاحيف، و (البلامة)، وصاغة الذهب والفضة من الصابئة، وفيهم تجار الغنم والبقر والإبل، وباعة الحليب، واللبن من معدان الهور والحدادون، والصفارون، والحاكة، والخياطون، والخفافون، والسراجون لما يلزم الخيل، وحدادوا السنابك، والصياقلة لصناعة الخناجر، وتصليحها.
فإن هؤلاء السكان يمثلون وسطًا تجاريًا مكتفيًا بنشاطه الخاص، ومستقلًا بأيديه العاملة، وبالكفايات، والتجارب المثمرة على ص عيد العمل اليومي، والمهارات النسبية البسيطة في تعاطي الحرف، والصناعات السهلة.
وكان أحد المؤرخين قد توسع، وأسهب في الكلام عن تجارة الخميسية، وأنا لا أريد أن أكرر ذلك، بيد أني لم أشأ أن أكلف نفسي البحث في أنساب هذه البيوت، والذوات، والأسر، ولم أنظر في استقراء البحث عن الأنساب، والأصول، ولقد اكتفيت بإيراد الأسماء، والكني، والألقاب فقط مستندًا إلى العارفين بأولئك القوم سكان الخميسية الأوائل، وأظهرهم الآن، وأكبرهم سنًّا،