وبهذا ثبتت بيعته، وانعقدت، وصار من ينتظر غائبًا لا تحصل به المصالح، فيه شبه بمن يقول بوجوب طاعة المنتظر، وأنه لا إمامة إلا به.
إلى أن قال:
فيسر الله قبل قدوم عبد الله بنحو أربعة أيام، أنه وافق على تقديم عبد الله وعزل نفسه، بشروط اشترطها، بعضها غير شائع شرعًا، فلما نزل الإمام عبد الله ساحتنا، اجتهدت إلى أن محمد بن فيصل يظهر إلى أخيه، ويأتي بأمان لعبد الرحمن وذويه، وأهل البلد، وسعيت في فتح الباب، واجتهدت في ذلك، ومع ذلك كله فلما خرجت للسلام عليه، وإذا أهل الفرع، وجهلة البوادي، ومن معهم من المنافقين يستأذنونه في نهب نخيلنا وأموالنا، ورأيت معه بعض التغير والعبوس، ومن عامل الله ما فقد شيئا، ومن ضيع الله ما وجد شيئًا (١).
انحيازه إلى آل أبي عليان:
مما أخذ على الإمام عبد الله بن فيصل في سياسته انحيازه لآل أبي عليان وهم ضعفاء في القصيم ضد آل مهنا الذين كانوا الأقوياء، الممسكين بزمام الأمور، وسوف يأتي ما نقل إلينا عن الملك عبد العزيز آل سعود وهو ابن أخي الإمام عبد الله بن فيصل حول هذا.
وقد ذكر المؤرخون قدوم أناس من آل أبي عليان على الإمام عبد الله بن فيصل وتزيين قتال آل مهنا له، وانحيازه لرأيهم.
وقد لخص ذلك الشيخ إبراهيم العبيد منقولًا عنهم.
قال ابن عبيد في حوادث ١٢٩٢ هـ:
وفيها كتب آل مهنا إلى الإمام عبد الله يشكون آل أبي عليان فلم يسمع شكايتهم بل انحاز إلى آل أبي عليان يريد مناصرتهم فلما لم يسمع من آل المهنا