ومجيئهم إلى منطقة بريدة قديم يصل في قدمه إلى ٤٠٠ سنة فقد ذكروا أن علي الدبيخي جاء دون عشيرة له في منطقة بريدة وسكن القويع واستمر ساكنًا فيه هو وذريته إلى أن خرج بعضهم منه مثل بعض (العثمان) ولكن بقي لهم بقية، ولم تقتصر أملاكهم على القويع الذي يقال له القويع العلو بل تعدت إلى القويع التحتي وهو الشرقي الذي هو امتداد في الموقع لخب الغاف، وإن كان منفصلًا كمزرعة الصبيحة والعابسية والهدام وهي محلة لجماعة من سود البشرة كانوا يسكنون فيه، ولكن عندما عدل مجرى وادي الفاجرة وصُدَّ عن مجيئه إلى جفر الحمد انصرف إلى العابسية التي هي إلى الشمال من الصبيحة ودخل بيوتهم وهدمها فسميت الهدام.
أما كيفية مجيئهم إلى القويع فإنه حسبما أخبرني به الشيخ عثمان بن عبد الله الدبيخي وهو إخباري ثقة حافظ قال:
جاء جدنا من مكان اسمه الحلوة إلى منطقة بريدة ونزل القويع وعمره وازدهرت فلاحته لأن القويع إلى جانب النخل والشجر فيه قريب من الفلاة من جهة الشمال فترعي الماشية منها دون أن تبعد عن أهلها.
وفي وقت من الأوقات نزل عنده جماعة من الأعراب من هتيم عددهم كبير وكان له ست بنات فطلبوا منه أن يزوجهم بناته، فلم يستطع مجابهتهم بالرفض، وإنما قال يكون ذلك عقب حصاد الزرع، فأرسل إلى جماعته من الحلوة وما حولها فجاء إليه منهم ٣٧ رجلًا ومع ذلك كان يحتاج إلى رجل أو رجلين من الرماة المجيدين فاستنجد بجميل وأخيه، وهو جد (آل جميل) أهل بريدة الآن، ولكنه مشهور بجودة الرمي وبإصابة المرمي قدافعا ببنادقهما عن القصر وفيه الحريم، وخرج الدبيخي ومن معه إليهم فقاتلوا الأعراب حتى قتلوا منهم رجالًا وهزموهم، وقال الأخ عثمان الدبيخي: إنهم لو كان الدبيخي من أهل الجناح لما طلب جدنا