يعتبر من كبار عقيل الذين كانوا يعملون في تجارة المواشي، واستقرت طائفة منهم في بغداد ثم عادوا إلى نجد كما سيأتي.
هكذا سمعت من كثير من العارفين بأمرهم.
وصالح بن دخيل ولد في بغداد وتعلم فيها ثم عاد إلى بريدة وسكنها.
ولهذا هجاه صالح السالم بأنه أبصر أول ما عقل المشاهد والقبور حوله في العراق.
وسبب هجائه أن صالحًا الدخيل هو من أنصار الشيخ ابن جاسر الذين يعتبرون ضدا للمشايخ آل سليم أهل بريدة حسب التعبير الشائع آنذاك، بل كان من أشدهم انقباضا عن آل سليم وتلاميذهم.
ولذلك ناله من الذكر غير الحسن من الشيخ صالح السالم ما ناله.
ومن ذلك قوله فيه من قصيدة طويلة يذكر فيها صالح السالم طائفة ابن جاسر وابن عمرو:
وجانبه واحذر أن تكون جليسه ... فيرديك في بئر من الشك سرمدِ
لها الله عبدًا خاله من ضلاله ... إمامًا، لعمري رأيه غير أرشد
ثم خاطب صالح ابن دخيل بقوله:
ودع عنك ما تهواه نفسك والهوى ... واصلح لك النيَّات يا ذا، وجَدِّدِ
فإن كنت لا تصغي لهذا لأننا ... خوارج أتباعٌ لكل مُشَدِّدٍ
فدارك بغداد وإن كنت ساخطًا ... على ديننا فانزل بها وتَبَعَّدٍ
وكنا عهدنا طلبة العلم والمحبين لآل سليم يقعون في صالح الدخيل هذا ويصفونه بالتعصب ضدهم، مما حمله على الانزواء في بيته والانكباب على المطالعة وإفادة من يزورنه من أتباع الشيخ ابن جاسر وابن عمرو، وغيرهم.